في قراءة لقانون انتخاب المجالس المحلية وما يسعى إليه كنظام يٌعتمد عليه توسيع مشاركة المواطنين في مواقع اتخاذ القرار.
بدءاً من إدارات الأحياء والتجمعات السكنية وصولاً إلى وزارة الإدارة المحلية نجد أن تلبية احتياجات المواطنين هي الهدف الأول في تطبيقه ومن هنا فإن المشاركة في الانتخابات وجدت لمصلحة المواطن فيعمق بهذا أسس اللامركزية التي تعطي صلاحيات أوسع للمجالس المحلية في أداء العمل اختصاراً للوقت والجهد والمال وتجاوزاً للفساد والرشوة بشتى أشكاله.
ولمن يتنكر ويدعي عدم توجه الدولة والقيادة أو انخراطها في عملية الإصلاح نقول : إن الإدارة المحلية في السنوات الماضية حققت خطوة مهمة وفق التوصيات الصادرة عن المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي وتوجهات الدولة التنموية وعملت على إنشاء المدارس والمشافي والطرق والمرافق العامة وشبكات الصرف الصحي وأقرت قانون ( النافذة الواحدة لتسهيل إجراءات الخدمات على المواطن ) وللحد من الفساد الذي يمكن أن ينتج عن احتكاك المواطنين مع العاملين.
كما قامت بنقل الأهداف التنموية العامة إلى الوحدات الإدارية المناط بها تنفيذ الخطط التنموية بما يشمل مختلف المحافظات والبلدات.
كما أن السيد الرئيس قام بمتابعة لملف المدن الصناعية وأعطى بهذا تسهيلات كبيرة للمستثمرين في الإجراءات ما أدى إلى ثقة ودفع كبير لهم بل وساهم أيضاً في ظهور استثمارات كبيرة وكثيرة في المدن.
وبما أن عملية الإصلاح في مختلف جوانبها تحتاج إلى تأهيل كوادر بشرية علمياً وإدارياً.
ويعتبر قطاع التعليم العالي والمتوسط أساس لأي إصلاح أو في دفع عجلة أي إصلاح خطوات إلى الأمام .. فعملية الإصلاح في مختلف جوانبها تحتاج إلى تأهيل كوادر بشرية علمياً وإدارياً.
*المواطن يختار*
أجرينا عدد من اللقاءات مع عدد من الطلبة والمواطنين وتم سؤالهم عن مشاركتهم في انتخابات مجالس الإدارة المحلية ومواصفات المرشح ورأيهم بقانون الانتخاب الجديد بجوانبه والإشراف القضائي وإلغاء القوائم ورأيهم بمن لايريد المشاركة في هذا الاستحقاق.
رزان شيخ نعمة محاسبة سنة ثالثة تعليم مفتوح قالت : أود المشاركة بالتأكيد وعلى أبناء الشعب السوري الانخراط والمشاركة في هذه الانتخابات والتوجه لصناديق الاقتراع فالأمانة تحتم المشاركة الفعالة وأضافت : أنا سأختار من له قيمة علمية وأخلاقية فيكون بهذا هدفه مصلحة مجتمعه ووطنه ويكون له دوراً أكبر في تحسين الأوضاع في ملامسة أكثر علمية.
وأضافت : أفضل أن يكون المرشح شاباً فيستطيع بذلك أن يتفهم أوضاع الشباب واحتياجاتهم والتعبير عنها بلغة جريئة وعصرية والقانون الجديد يعطي مصداقية أكبر لعملية الاقتراع ويمهد في إفساح المجال لأي مواطن إذا رأى أي خطأ في سير العملية الانتخابية للدلالة عليه.
وللذين لا يريدون المشاركة قالت رزان : انصحهم بالمشاركة وأن يتحلوا بالصبر والأمل وبعد أن نرى النتائج لنحكم ونحاسب فحب الوطن يتطلب أن نوكل الأمور إلى أهلها لحّل الأوضاع المعيشية للمواطنين ولتتحسن في كل المجالات.
*الطاقات الشابة والتغيير*
علي حسن خريج اقتصاد أكد أيضاً على مشاركته وطلب من المرشح أن يحمل في برنامجه شيئاً جديداً وهو بدوره يريده شاباً ومتعلماً وقال : من الضروري وجود الشباب المتعلم الواعي في المجالس فمجتمعنا فتياً والشباب لديه طاقة للعمل وخصوصاً بعد الأزمة التي يمر بها بلدنا الحبيب.
أما عن القانون الجديد للانتخاب ( وخطوة إلغاء القوائم ) أكد علي على أن يكرس مبدأ الحرية والديمقراطية والشفافية أكثر.
وفي نداء لمن لايريد المشاركة قال علي إذا كنا نريد الإصلاح فلنساهم به ونشارك ولنختار الأفضل والكفء فالإصلاح ليس شعارات تٌطرح بل هو قناعة وسلوك.
حنان حيدر طالبة حقوق سنة ثانية أكدت أيضا على مشاركتها وقالت الانتخاب حق لكل مواطن وواجب عليه فإن لم يختار المواطن من يمثله من سيفعل ؟ وأضافت : كل مواطن مسؤول عن صوته و فضلت أن يكون المرشح شاباً ومتعلماً فهم يعكسون صورة مجتمعاتهم بشكل أدق وأضافت : أتوخى فيه الصدق والأمانة فثقة المواطن أمانة في عنقه.
وتحدثت حنان عن خطوة إلغاء القوائم وقالت إنها خطوة صحيحة جداً وختمت قائلة : إن المواطن الذي لايقترع يقع عليه اللوم في المستقبل وعليه المشاركة والمراقبة والمحاسبة فيما بعد وعلينا أن نعطي الوقت الكافي ونتحلى بالصبر لنرى النتائج على أرض الواقع والمرشحين سيكونون محط الآمال والأنظار وأقول أيضاً بدل أن ننتقد فلنفعل شيئاً.
*التطبيق الفعلي والتواصل مع المواطن*
أما المواطنة سمر حسن فقد أكدت على مشاركتها وقالت أطلب من المرشح أن يكون لديه شفافية وان تكون لديه القدرة على خدمة وطنه بما يملي عليه ضميره وأهم من كل هذا أن يكون همه الأول والأخير الوطن.
وبالنسبة للمرشحين وبرامجهم قالت سمر أنا لا أومن بالبرامج الانتخابية فكلها دعايات براقة وأنا لا يعنيني البرنامج الانتخابي بل يعنيني التطبيق وبرامج المرشحين تطبق على ارض الواقع في ملامسة حياة المواطنين ولن نؤمن بهم حتى نرى أعمالهم.
وأرغب أن يكون المرشح الذي سأعطيه ثقتي وصوتي شاباً ومثقفاً فالشباب كلهم عنفوان وشجاعة ومقبلين ليطوروا وجه سورية للأحسن ويحققوا تطلعات من انتخبهم ومن يمثلونهم وخاصةً الطبعة المتوسطة وأضافت سمر إن إنقاذ هذا البلد من ملوثات الفساد والرشوة والتسيب وتدني مستوى الخدمات هو ما يدفعنا للمشاركة ويتوجب على كل مواطن المشاركة في هذا الاستحقاق وللمواطن الذي لن ينتخب أقول : لقد أسمعت لو ناديت حياً … ولكن لاحياة لمن تنادي.
المواطنة عبير حسن أكدت على مشاركتها وطلبت من المرشح الذي ستمنحه صوتها ان يكون مخلصاً للوطن وقائده ومخلص أيضاً لثقة من منحوه صوتهم فيكون بذلك صادقاً مع نفسه وبالتالي صادقاً مع وطنه وأضافت عبير لابد أن نرى شيئاً جديداً غير الذي هو موجود وأن نلمس هذا على ارض الواقع وأضافت : أنا أشجع الشباب فهم من يبنون الوطن ولديهم روح وثابة للعمل.
أما عن قانون الانتخاب فقالت : انه جيد وهو خطوة ايجابية وختمت عبير إن الاقتراع هو مسؤولية على المواطن فليتحمل مسؤولياته.
*آلية انتخابية جديدة*
إن الآلية الانتخابية الحالية تتيح وصول الكفاءات العلمية والإدارية لعضوية المجالس المحلية لقيادة وتطوير استراتيجيات التنمية و الأمور الأساسية التي تمس حياة الموطنين على مستوى المحليات ولعل الأزمة الحالية هي أكبر تجربة يمكن أن تمدنا بخبرة سنوات إضافية يستفاد منها في تعلم الآلية الصحيحة في ممارسة الديمقراطية والشفافية.
فالأزمة الحالية عاملا ًمحرضاً إضافيا للإصلاح والتطوير ونحن جميعاً لنا دور في صناعة هذا التطوير وصياغته عبر صناديق الاقتراع وكي لاينطبق علينا المثل القائل (جنت على نفسها براقش) فنكون بذلك (المواطن) هو الجاني وهو الضحية لابد له من الخروج من قيم العدمية والسلبية والتشاؤم التي هي ربما ناتجة عن أزمة ثقة بين المواطن والمؤسسات المعنية بهدف تعزيز التكامل بين السلطتين المركزية والمحلية
سليمان خليل سليمان