الأخبار

مرَضية وليست مُرضية

كتب غسان فطوم : كل المؤشرات الحالية لمنظومة التعليم العالي في سورية تدل بوضوح على أننا لم نصل بعد إلى الحد الذي نريده ونتمناه من الاستثمار في التعليم، بدءاً من رياض الأطفال وصولاً إلى الاختصاصات المتقدمة في مرحلة الدراسات العليا ..
هذه الحال بعد أكثر من نصف قرن على إحداث وزارة التعليم العالي تستوجب بلا شك إعادة النظر ملياً في سياساتنا التعليمية، وتقييم ما أنجز في المراحل السابقة، وخاصةً لجهة الربط المحكم بين مخرجات التعليم العالي كماً ونوعاً وحاجات التنمية الشاملة ومتطلبات سوق العمل للخريجين الشباب، وما يتعلق أيضاً بتحسين مستوى التعليم المتوسط وتحديثه والنهوض به من الحالة المأساوية التي يعيشها، حيث لاتزال المعاهد المتوسطة بالرغم من الكلام المعسول اليذ نسمعه مجرد مخازن لتكديس الشباب العاطلين عن العمل !!.
للأسف هذا جانب من حالة الترهل التي تعيشها منظومتنا التعليمية، ولايستطيع القائمون عليها أن ينكروا ذلك، فهم على مدار السنوات الماضية ساهموا إلى حد كبير في الوصول إلى مانحن عليه، هم اجتهدوا في عقد الندوات والمؤتمرات وخرجوا بمئات القرارات والتوصيات ، ولكن مامصيرها؟
” غلاف أنيق يتصدر واجهة المكتبات للبروظة ”
والمُحزن أكثر أن دولاً بجوارنا استفادت من خبراتنا وكوادرنا الأكاديمية هي اليوم تسبقنا بأشواط كبيرة لأنها عرفت من أين تؤكل الكتف، وأدركت تماماً أن الاستثمار في التعليم هو الذهب الحقيقي، فراحت تسخّر كل إمكاناتها لذلك..
أقولها بصراحة نحن في حالة تعليمية ” مَرضية ” وليست مُرضية كما يدعي أصحاب الشأن، ولعل جردة حساب بسيطة لمخرجات العملية التعليمية تدلل بوضوح على ذلك ..
” بحث علمي هزيل، غياب للبيئة التمكينية التي نحتاجها لتحقيق إنتاجية عالية للمخرجات ، ترهل في القدرات المؤسسية والفردية، و .. و و … ”
تقول الحكمة : إذا أردت أن تحصد سنة فازرع قمحاً ، وإذا أردت أن تحصد لعشر سنوات فاغرس شجرة، وإن أردت أن تحصد مئة فعلّم الإنسان ”
أين نحن من هذه الحكمة ؟. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*