استشهد الطالب في كلية الهندسة الطبية بجامعة دمشق حسين غنام وأصيب أربعة آخرين بجروح بعد أن أقدم الطالب عمار بالوش اليوم الثلاثاء على إطلاق النار عليهم من مسدس حربي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي قوله أن “الطالب عمار بالوش، اختار الطلاب بشكل مقصود، وقام بإطلاق النار عليهم”، مشيراً إلى أن “السلطات المعنية تلاحقه لإلقاء القبض عليه”.
وجاء اطلاق النار من قبل الطالب بالوش سنة ثانية هندسة طبية بجامعة دمشق خلال المذاكرة للطلاب في كلية الهندسة الطبية ما أدى إلى استشهاد الغنام، وإصابة كل من الطلاب سلطان رضوان وخضر حازم وجورج فرح وبيير لحام, فيما لم تتبين حتى الان خلفيات الحادث.
يشار الى ان حالة احد الطلاب حرجة جدا بينما الثلاثة الآخرون إصاباتهم متوسطة, وذلك بحسب سانا.
وفي تصريح للموقع الالكتروني للاتحاد الوطني لطلبة سورية أدان الدكتور عامر مارديني رئيس جامعة دمشق هذا العمل الاجرامي واعتبره جريمة نكراء تكشف الوجه الاجرامي المرتبط بالاجندات الخارجية مؤكدا ان هذا الفعل الاجرامي البشع لن ينال من عزيمة الطلبة السوريين في مواصلة تحصيلهم الدراسي وتحديهم للعصابات المجرمة.
وتمنى رئيس الجامعة على زملاء الشهيد والجرحى أن يعبروا عن تضامنهم مع رفاق صفهم وأن يتابعوا دروسهم بجد واجتهاد لأن ذلك هو ما يحصنهم ويحمي وطنهم وجامعتهم من غدر الغادرين
وأكد ما رديني أن الجامعة ستعمل جاهدة لعدم تكرار هذا الفعل الشائن.
وزار وزيرا التعليم العالي والصحة الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى والدكتور وائل الحلقي جرحى الاعتداء، واطلع الوزيران على الوضع الصحي للمصابين والخدمات الطبية المقدمة لهم من قبل الكادر الطبي في مشفى دمشق. وقال الدكتور الحلقي: إن الكادر الطبي في مشفى دمشق قدم كل الخدمات الإسعافية وأجرى عمليات نوعية للجرحى، مشيراً الى أن وضعهم الصحي مستقر باستثناء الطالب خضر خازم وهو في حالة حرجة حيث تتموضع الإصابة في منطقة حرجة في الدماغ بمنطقة الجسر في الجملة العصبية المركزية، لذا فهي تحمل الكثير من الخطورة والاختلاطات وهو الآن في قسم العناية المشددة. وأضاف الوزير الحلقي: إن استهداف مجموعة من الطلبة أثناء تأديتهم المذاكرة هو حدث غريب عن جامعاتنا واستهداف للعقول النيرة من طلبتنا وأبنائنا بناة المستقبل الذين يعول عليهم لبناء الوطن.
من جانبه قال الدكتور شيخ عيسى: إن الجامعات هي مراكز للعلم والمعرفة والحوار ضمن المصلحة الوطنية وتحت سقف الوطن، معتبراً أن ماحدث مؤلم بكل معنى الكلمة وبعيد عن أخلاق طلبتنا وسلوكهم وتربيتهم.
وقال المهندس سعادة سعد أحد الأساتذة بالكلية في حديث للتلفزيون العربي السوري: إن بالوش دخل القاعة خلال تقديم الطلاب مذاكرتهم وتوجه مباشرة إلى الطالب خضر خازم وأطلق النار عليه في رأسه كما أطلق النار على الطالب حسين غنام ما أدى إلى استشهاده وعلى ثلاثة طلاب آخرين متسائلا بأي دين أو شرع أو قانون يقدم زميل على قتل زملائه.
من جهته قال الطالب الجريح بيير لحام: إن بالوش دخل إلى القاعة خلال تقديمنا مذاكرة رياضيات وأطلق النار علينا وفر هارباً ما أدى إلى إصابتي ولا أعرف حتى هذه اللحظة ماذا حدث لزملائي، وقال الطالب وسام جرادات سنة ثانية هندسة طبية: لقد فوجئنا بسماع إطلاق النار في الجامعة وإذا بزملائنا مصابين فيما استشهد الزميل حسين غنام فهل يعقل أن يحدث هذا من قبل طالب في كلية الهندسة الطبية وهل هذه الحرية التي يطالبون بها وهل تكمن في قتل زميل لزملائه؟.
وقال الطالب عبد القادر رمضان: إن جميع الذين أصيبوا هم أصدقائي أما الشهيد غنام فاعتبره مثل أخي لأنني عشت معه أكثر مما عشت مع أخي في المنزل فما هو ذنبه ليقتل، من جهته قال أحد زملاء الطلاب المستهدفين: خلال تواجدنا في إحدى القاعات لتقديم مذاكرة رياضيات الساعة التاسعة صباحاً دخل بالوش بشكل عادي وهو في الحالة العادية انطوائي وليس له علاقات مع أي من زملائه وسمعنا إطلاق نار ونحن نكتب الأسئلة وراء أستاذنا حيث قام بالوش بإطلاق النار تجاه زملائنا فيما ارتمى باقي الطلبة على الأرض. وتساءلت إحدى الطالبات: إلى أين يريدوننا أن نصل بهذه الأفعال الإجرامية التي يرتكبونها وما هو ذنب الطلاب الذين كانوا يقدمون مذاكرتهم ليحدث معهم مثل هذا الأمر؟!.
يشار ال ان الطالب الجريخ خضر خازم قد توفي اليوم متأثرا بجراحه.
تششيع حاشد للشهيدين بمشاركة الاساتذة والطلبة
شيع من مشفى دمشق صباح اليوم إلى مثوييهما الآخيرين في مقبرة السيدة زينب ومدينة جبلة باللاذقية جثمانا الشهيدين الطالبين حسين هاني غنام وخضر خازم وذلك بمشاركة حشد كبير من أساتذة وطلبة جامعة دمشق والفعاليات الشبابية.
وقال هاني غنام والد الشهيد حسين إن ابنه ذهب ضحية مؤامرة تستهدف الوطن وتهدف إلى تخريبه وتدميره وزعزعة أمنه عبر مخطط واضح تشترك فيه أطراف عديدة داعيا الشباب إلى أن يكونوا أكثر وعياً وإدراكاً لهذه المؤامرة التي بدأت بتزوير وتحريف إعلامي ووصلت إلى أعمال إجرامية تستهدف أشخاصا أبرياء لا ذنب لهم.
وأعرب غنام عن رغبته في أن يعود الأمن والسلام إلى الوطن فيكون ابنه آخر الشهداء ويتمكن الشباب من المضي بحياتهم وتحقيق آمالهم وطموحاتهم في جو من المحبة والتآلف.
بدوره قال الدكتور جمال عباس عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية إن هذه الأعمال تأتي ضمن عملية مخططة هدفها ضرب استقرار سورية مستهجنا وصول هذه الأعمال إلى الجامعات التي تمنح الأجيال العلم والحضارة والقيم الأخلاقية.
شارك في التشييع من مشفى دمشق الدكتور محمد الأحمد أمين فرع جامعة دمشق للحزب والدكتور محمد عامر المارديني رئيس الجامعة والدكتور عباس صندوق أمين الجامعة.
وفي ناحية القطيلبية التابعة لجبلة بمحافظة اللاذقية شيع جثمان الشهيد خضر خازم في موكب مهيب ملفوفا بعلم الوطن.
وقال العقيد المتقاعد رزق خازم والد الشهيد خضر قدمت ولدي الوحيد فداء للوطن الغالي الذي ترخص له الأرواح بعد أن طالته يد الغادرين الآثمين وهو يتابع تحصيله العلمي على مقاعد الدراسة في جامعة دمشق ونال بذلك شرف الشهادة مرتين الأولى في سبيل العلم والثانية في سبيل الوطن وهي الأغلى والأسمى وشهادته مدعاة فخر واعتزاز لجميع أفراد العائلة وللبلدة كاملة.
وقال هزاع خازم عم الشهيد نحن جميعا مشاريع شهداء من أجل الحفاظ على وحدة التراب السوري مشيرا إلى أن الشهيد كان من الطلاب المتميزين من خلال مواقفه ونشاطاته الداعمة والمدافعة عن الوطن.
واستشهد غنام وخازم الطالبان في الهندسة الطبية بجامعة دمشق وأصيب ثلاثة من زملائهم إثر إطلاق النار عليهم من قبل الطالب عمار تيسير بالوش.
طلبة الحزب السوري القومي الاجتماعي يستنكرون الجريمة
استنكر طلبة الحزب السوري القومي الاجتماعي الجريمة داعين الطلبة السوريين إلى نبذ العنف والقتل والوقوف الى جانب سورية ومشروعها الإصلاحي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وأضاف الحزب في بيان تلقت سانا نسخة منه اليوم أن الأمل بوعي الشعب السوري هو الكفيل بتبديد غيوم التفرقة التي شكلتها يد الموت العمياء ضد السوريين بمختلف أطيافهم وأعمارهم والتي أرادت اغتيال الطموح ببناء وطن جديد والنيل من شباب جامعي أحب وطنه وتفانى لخدمته من خلال العلم.
وتساءل الطلبة في بيانهم عن معنى الحرية التي يدعونها من يرتكبون أعمال القتل وهل أصبح حب الوطن واختلاف الرأي يستوجب القتل أم أن أقلام الطلبة أخافت المجرمين فاغتالوهم.
وختم الطلبة البيان بتوجيه التعازي لأهالي الطالبين الشهيدين والرحمة لشهداء الوطن وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى.
الموقع وباسم الجماهير الطلابية في مختلف الجامعات السورية الجكومية والخاصة يتقدم بأحر التعازي لأسرة الشهيد حسين غنام ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى ويؤكد أن الجامعات السورية ستبقى شعلة ومنارة للعلم ولن تستطيع يد الغدر اخمادها من العرب والغرب.