اتسم عام 2011 منذ بداية الأحداث التي تعرضت لها سورية في آذار الماضي إلى الآن بحراك شبابي مميز حيث شغل الشباب السوري بجميع أطيافه ومستوياته الاجتماعية والفكرية والأكاديمية في جميع المحافظات السورية وأيضا في دول الاغتراب جميع الساحات وفي جميع المجالات.
وتميز هذا الحراك بالمسؤولية النابعة من القيم والمبادئ الوطنية والإنسانية التي تربى عليها هؤلاء الشباب فامتلكوا زمام المبادرة وكانت مبادراتهم تأخذ أشكالا عديدة ومتنوعة.
وفي تقرير نشرته ” سانا ” اوضحت فيه ان الشباب السوري أدرك ما تتعرض له سورية من حرب إعلامية مغرضة بحق بلدهم إضافة للحرب الالكترونية العالمية عليه فكان حراكهم يتجه باتجاه كشف الأكاذيب الإعلامية التي طالت الواقع السوري من جهة وفضحها للرأي العام المحلي والعالمي من جهة ثانية في حين كان الحدث الأبرز على الساحة الافتراضية تنظيم الشباب السوري عبر صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتشكيل الجيش السوري الالكتروني الذي يعد من أهم التنظيمات الشبابية عبر الصفحات الالكترونية كما يعد سابقة مهمة في هذا المجال حيث كان متنفساً للشباب السوري للتعبير عن رأيه بالأحداث وتوصيل رسالتهم بحق بلدهم لكل من تامر عليه.
وكانت صفحات الفيس بوك الساحة الرئيسية لانطلاق المبادرات الشبابية اذ يجتمع الشباب على افكار لامست ثوابتهم وانعكست بطريقة منظمة على ارض الواقع من خلال تنظيم المسيرات وورش العمل والمشاريع التي حمل كل منها عنوانا مميزا فمنها اعتمد على الرموز السورية كمظهر من مظاهر الالتحام والتكاتف بين مختلف الشرائح السورية حيث تم رفع علم بطول 2300 متر جال عددا من المحافظات السورية كما نشطت في هذه الاثناء صفحات الشبكات الاخبارية والتي بدورها تميزت بسرعة نقل الاخبار من قبل الشباب المتواجد في الاماكن التي شهدت اعمالا ارهابية من قبل المجموعات المسلحة في سورية.
وعمل الشباب السوري ايضا على تنظيم الاعتصامات امام سفارات الدول التي حاولت التدخل في شؤون سورية الداخلية رافضين اي نوع من التدخل في حين وجهوا الشكر للدول الصديقة والشقيقة التي وقفت مع سورية في محنتها بالمقابل كانت اللجان الشعبية والقانونية خلايا عمل متواصلة فاللجان القانونية التي عمل على تشكيلها كبار المختصين كان هدفها دراسة الواقع القانوني للجرائم المرتكبة في بعض المحطات الفضائية العربية والدولية والشخصيات التي ساهمت في التزوير الاعلامي والتحريض لاثارة الفتنة والفوضى في سورية.
وعملت على تجميع الادلة والوثائق المؤيدة والداعمة للادعاء بحق كل من قام بهذه الافعال المشينة امام المراجع القضائية الوطنية والدولية المختصة في حين مثلت الحملة الشعبية والقانونية لمقاضاة الفتنة جميع المحافظات السورية وكان هدفها العمل على دفن الفتنة التي تستهدف النسيج الوطني والقومي والدفاع عن الوطن وعن الوحدة الوطنية ومتابعة الاجراءات القانونية والقضائية لياخذ القانون مجراه في واد المؤامرة والفتنة.
وفي المجال الاقتصادي وباعتبار ان اضعاف الليرة السورية كان من ضمن المخطط ايضا عمل الشباب على اطلاق حملات لدعم الليرة السورية كما عملوا على فتح حسابات مصرفية بمبالغ مختلفة او اضافة مبالغ الى ارصدتهم الحالية سعيا منهم الى زيادة الايداعات المصرفية.
ومن الرموز والثوابت الوطنية التي اجمع عليها الشباب السوري الجيش العربي السوري حيث كانت مبادرات الشباب في هذا الإطار تأتي تاكيداً على تمسكهم بجيشهم العقائدي حيث عملوا على تنظيم زيارة دورية لوحدات الجيش في العديد من المناطق وزيارة الجرحى في المستشفيات واطلاق حملات التبرع بالدم بشكل مستمر وتقديم ما استطاعوا من دعم في هذا المجال رافضين بذلك كل من يحاول تشويه او المساس بقدسيته.
اما شهداء سورية وعوائلهم فكانت لا تخلو اي مبادرة من تاكيد تمسكهم وحفاظهم على دم الشهداء الذين سقطوا فداء لسورية ولشعبها وليحيى بكرامة وعزة فكانت زياراتهم الدورية لاسر الشهداء في جميع المحافظات عربون تقدير لما قدم ابناؤهم من تضحيات في سبيل ان تبقى سورية عزيزة مصانة. وكان للشباب السوري المغترب كلمته في هذا الحراك الفاعل حيث عمل على تنظيم المسيرات والاعتصامات في الدول التي يتواجد فيها والتنديد والاستنكار للقرارات التي طالت وطنهم اضافة لحملات دعم الاقتصاد والليرة السورية كما عملوا على نقل صورة ما يجري في سورية وحقيقة الأوضاع التي تمر بها البلاد في الدول التي تواجدوا فيها.
كما كان للشباب دور مهم في حزمة الاصلاحات التي قامت بها الدولة السورية فشارك هؤلاء الشباب بجلسات الحوار الوطني في الجامعات السورية وعملوا ايضا على مناقشة الدستور ووضع الرؤى لمكافحة الفساد والسير في عملية الاصلاح مؤكدين ضرورة نشر الوعي والعمل بإخلاص كل من موقعه لبناء سورية المستقبل.
وفي مجال الاعمال الابداعية والفنية شهدت ايضاً حراكاً متنوعاً من إقامة معارض فنية وورش عمل في مجال التصوير الضوئي لتوثيق ما يجري في سورية من احداث اضافة لانتاج افلام وثائقية تحاكي هذه المرحلة واقامة عروض مسرحية من قبل العديد من الفرق الشبابية في العديد من المحافظات السورية.
كما شهدت جميع المحافظات السورية والمدن والقرى تكون فرق ومجموعات شبابية كان لكل منها دور مهم في عملية الحراك الشبابي طالت جميع المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية والثقافية وحتى التنموية منها ببصمة شبابية.