قيل ” في الامتحان يكرم المرء أو يهان ” ، ها هي الامتحانات الجامعية في فصلها الأول أطلت علينا ” كضيف ثقيل الظل ” خاصة على من تراخى وتغافل منا عن واجبات ضيافته ، فالضيف “الموقر ” يصر دائماً على الدخول بلا استئذان إلى بيوتنا ، فمن أحسن استقباله وعدّ عدّته نجا ونجح ، ومن أهمله ، فالرسوب حليفه ، فخلال الفترة الماضية دأبت الإدارات الجامعية على تأمين جميع المستلزمات اللازمة لإنجاحها وحسن سيرها ، والطالب في النهاية هو الحكم على مدى توفيق أو إخفاق هذه الإدارات على أرض الواقع بدءاً من حصوله على الرقم الامتحاني وتوزيعه على القاعات والمدرجات ، مروراً بتأمين وتكليف المراقبين الأكفاء وتهيئة المكان والجو المناسبين لتقديم الامتحان ، وانتهاءً بالأسئلة المتنوعة والشاملة ، فالطلبة على حد قول بعضهم ” ملوا ” من الأسئلة ” الــــتعجيزية ” لبعض المواد وكأنها ” أحجية يصعب فك طلاسمها ” بأسلوب طرحها وعدم شموليتها واقتصارها على جزء محدد من المنهاج ، ويتساءل الطلبة :
هل تم استدراك مثل هذه المعاناة..؟؟
هل ستعلن سلالم التصحيح والنتائج بالسرعة المطلوبة ..؟؟
فخلال الأعوام الماضية على حد زعمهم عانوا كثيراً مما ذكر ، وكان الشعور السائد عند بعضهم أنّ ” كل شيئاً ضدهم ” بدءاً من المنهاج المدرّس والأسلوب التعليمي الذي يعتمد غالباً على التلقين والحفظ ومرورا بالحاجز القائم بينهم وبين الأساتذة وانتهاءً بالنتائج التي شاب بعضها ” اللغط والقيل والقال ” نتيجة تدني نسب النجاح أو انخفاض علامتها أو تأخر صدورها ، وخاصة في الكليات النظرية ، و ” للأسف الشديد ” أسلوب المعالجة للحالات التي يعتقد فيها الطالب انه ظلم بعلامته كانت تقتصر على ” إعادة جمع العلامات ” في أحسن الأحوال ، هواجس الطلبة في الامتحانات هي مدار مواضيع عديدة سنتناولها تباعاً خلال فترة إقامة الضيف ” ثقيل الظل ” والسادة المعنيين في الجامعات السورية لهم نصيبهم من الاستطلاع والنقاش ولكن وقبل كل ذلك لن نستطيع الدخول في متاهاتها إلا عن طريق إغناء نقاشنا بآرائكم ، فنأمل من الطلبة تذويدنا بكل ما يخطر ببالهم وطرح أسئلتهم ومراسلاتنا عبر الموقع لنتساعد على الغوص في خفايا هذه الامتحانات .
محمود مصطفى صهيوني