كتب مدير التحرير:
واضح أننا لم ننجح بعد في توظيف الطاقات الشبابية المبدعة في مجال المعلوماتية في المفاصل الإدارية والاقتصادية والصناعية لمؤسساتنا المتخمة بالخبرات الأجنبية التي تأخذ أكثر مما تعطي !
بالرغم من وجود خبراء وطنيون على مستوى عالٍ في تقانة المعلوماتية بعضهم يدرّس في كليات المعلوماتية بالجامعة ، و المعهد العالي للتكنولوجيا ومركز البحوث العلمية وجميعهم حققوا نجاحات كبيرة لكن لم نحسن تحويل طاقاتهم في مجال المعلوماتية إلى درجة الصناعة ، والسبب واضح للعيان ولا يحتاج لجهدٍ لتفسيره وهو يكمن في قلة المبادرات المحفّزة سواء من القطاع الحكومي أو الخاص ، حيث لم يسهما بالشكل المطلوب في توظيف الكفاءات الشبابية ، وخاصة القطاع الخاص الذي افتقد إلى روح المغامرة والمجازفة عندما تعامل مع مهارات شبابنا بعقلية الربح والخسارة والدليل أنه نأى بنفسه بعيداً عن الشباب مفضلاً الاستثمار في العقارات ومجالات أخرى تدر عليه ربحاً سريعاً لا يحققه الاستثمار في الرأسمال البشري إلا على المدى البعيد ، وهذا بالتأكيد مالا يناسبه.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لماذا لم تغامر الدولة وهي الأولى بذلك ؟
بكل أسف لغاية اليوم لا نملك التصور الواضح لصناعة المعلوماتية رغم وجود بنية تحتية ملائمة على حدٍ جيد للانطلاق بذلك ، ووجود مشاريع شبابية في مجال المعلوماتية والاتصال تحتاج للرعاية لتتحول إلى شركات وطنية متميزة ، لكن بقي دعم الدولة أقرب إلى المعنوي من العملي ربما لعدم الثقة بالكفاءات الوطنية المعلوماتية !.
فمثلاً عندما طرحت فكرة مشروع الحكومة الالكترونية تم الاستعانة بعروض لشركات تعمل في دول الخليج للمساهمة في ذلك ، بينما بقيت عقول وطنية كبيرة تنتظر إشراكها في هذا المجال ، وإن كان هناك بعض المبادرات الخجولة ، لكنها لاتسمن ولاتغني من جوع.
هنا سأستعين بشهادة الخبير المعلوماتي الدكتور فرقت الرمضاني ” يجب ألاّ نستغرب ذلك خصوصاً إذا ما علمنا أننا لغاية اليوم نفكر ونخطط ونبحث عن آليات لتطوير البحث العلمي !”
بصراحة الأمور أبسط من ذلك ولا تحتاج إلى مجهود كبير حسب قوله ” فكما أنشأت الدولة شركة سيرونكس وكسبت ثقة المواطن والخارج بإمكانها أن تبادر لإحداث شركة أخرى حكومية أو مساهمة في مجال المعلوماتية وتعطيها المرونة اللازمة .. أنا على ثقة أن الغالبية من أبناء البلد سيساهمون بهذه الشركات ويستثمرون بعقول أبنائهم لأنه الذهب بعينه .. “