كثرت في الآونة الأخيرة البيوت والنوادي الرياضية غير المرخصة والتي انتشرت بشكل كبير في الأحياء السكنية المخالفة على أطراف المدن، وفي الأرياف، والغريب أنها تعلن عن نفسها دون حسيب أو رقيب، كما استفادت من ميزة صفحات التواصل الاجتماعي في جذب أكبر عدد ممكن من الشباب المراهق والباحث عن جسم قوي بعضلات مفتولة دون أن يدري ما ينتظره من آثار سلبية خطيرة على بنيته نتيجة افتقار تلك النوادي للبرامج الغائية الصحية واعتمادها على ترويج عقاقير وهرمونات لا أحد يعرف من أين مصدرها في ظل غياب الرقابة الدوائية!!.
جسد متناسق!!
اليوم بات هاجس الشباب جسد متناسق، وبنية قوية، وعضلات مفتولة، لتمنحهم هيبة أمام أصدقائهم، وإغراء وجاذبية الجنس اللطيف، ولتحقيق هذا الهاجس سيكون النادي الرياضي البداية المثالية التي تبدأ فيها مراحل نحت العضلات وتدويرها، وصنع الجسد المثالي المنتظر، وهناك تبدأ دعاية مكثفة، وحالة من العدوى، تنتقل بسرعة بين الشباب والمراهقين حتى من لم يكمل منهم الثامنة عشرة بضرورة اتباع نظام غذائي مكثف، والحصول على متممات غذائية ضرورية في العملية الرياضية ومرافقة للتمارين، وربما تصل الأمور بصاحبها إزاء تلك الدعاية، وحلم الجسد القوي بحقن عضلاته بإبر هرمونية تعفيه من التمارين المجهدة، وتعجل في عملية تحقيق الهدف المنشود دون توقع النتائج الكارثية التي قد لا تحمد عقباها حين تنقلب الأمور على صاحبها، ويفوت أوان التدارك، فأي تأثيرات جانبية ومخاطر، يمكن أن تتسبب بها تلك المكملات، أو الإبر الهرمونية المضخمة للعضلات.
أمر خطير!!
الخطير بالأمر أن فئة لا بأس بها من الشباب المرتادين لنوادي الحديد لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، والأخطر المكملات الغذائية المتداولة بين الرياضيين التي تتوفر فيها أنواع مختلفة الأصناف والأسعار، يتم استيرادها من الدول المصنعة لها، ويحذر الصيدلانيون من الإبر الهرمونية التي يتعاطها بعض الرياضيين بعد التأثير عليهم من بعض المروجين لها، فهذه الإبر مرفوضة بشكل قاطع من الناحية الصحية، لأنها تعمل على إدخال هرمونات ينتجها الجسم بشكل كافٍ ومعتدل مثل هرمون النمو، أو التستيسرون بغرض كسب كتلة عضلية في منطقة معينة، لكن ما يحدث أن إدخالها للجسم يؤدي إلى حالة خلل هرموني، وربما يؤدي إلى نتائج عكسية، لا تحمد عقباها كضمور الخصيتين عند الرياضي، أو تأثيرات سمية على الكبد.
كما يحذر أطباء التغذية من المكملات الغذائية على المعدة، دون استشارة طبية ، حيث ثبت أن لها تأثيرات جانبية على الكبد والجهاز الهضمي للمريض، إذ تحتوي على كميات عالية ومركبات من البروتين، يصعب تحليلها في المعدة، وتؤدي إلى إرهاق الوظيفة الهضمية، وبالتالي مشاكل في الكبد.
بالمختصر، هذه النوادي تحتاج لمراقبة دائمة ومحاسبة من يشرفون عليها في حال ثبت تضليلها لفئة كبيرة من شبابنا، كما نأمل من الأسر مراقبة الأبناء ومنعهم من ارتياد تلك النوادي غير المرخصة والتي تعمل على تدميرهم بدلاً من بناء أجسادهم!
Nuss.sy