حمل وزير التعليم العالي همّ الطلبة على امتداد كليات ومعاهد سورية وعلى مدى مئة وخمسون يوما ًمن تسلمه حقيبة التعليم العالي فإن جعبته مازالت غضة لم تصل الى طموح طلاب العلم وآمالهم وحتى طموحه شخصيا ًوإذا كان الوزير القادم من مناصب إدارية وجامعية مرموقة في جعبته خريطة تفصيلية عن مكامن الخلل والنجاح فإن رقما ًبحجم ثمانمائة ألف طالب في الكليات والمعاهد السورية يشكل تحديا ًصلبا ًأمام منظومة التعليم العالي.
في حقيبة الوزير وأحلامه الكثير عن جامعات جديدة وكليات نوعية من سكن جامعي وتخصصات جديدة ومئات الجوائز العلمية والمسابقات العلمية والتنافس والجودة وتطوير المناهج وأنظمة المقررات والساعات المعتمدة، وينتقل من حلمه في تطوير التعليم الحكومي الى شق طرق أكثر ثقة في التعليم المفتوح وإبحار في الافتراضي وقفزات في التعليم الخاص..
** النوم في العسل **
لم تصل الوزارة في عملها بعد مئة وخمسون يوما إلى نصف آمال الطلبة وإذا كانت الاستبيانات والاستقراءات الأولية تشير الى تدني واضح في ثقة التعليم العالي على تحقيق مايصبون إليه في مقارنة مع مدى الصعوبات والعثرات والهنات التي يتفاجأون بها يوما ًبعد يوم.. فإن التحدي اليوم هو كيف نستعيد هذه الثقة عند الشباب والأسرة والمجتمع.
يصف الطلبة وزارتهم بأنها ابتعدت عنهم وابتعدوا عنها ويستدلون من ذلك على عدم قدرة الوزارة على تغيير قرار أو قانون لمصلحتهم فهل هي شرائع سماوية غير قابلة للتعديل ؟!
يحدث هذا في أمثلة على عشرات القرارات الصادرة عن مجلس التعليم العالي ويحدث هذا مع طلبة ينتظرون مثلا ًالترفع الإداري أو تخفيض أقساط التعليم الخاص وعند عدم قبولهم في أي رغبة من رغبات المفاضلة، ويحدث هذا مع طلبة يعانون من عدم تسيير أمور أبحاثهم العلمية والدراسات العليا، ويحدث هذا أيضا ًعندما تصب الوزارة الزيت على النار في مسيرة الموفدين فتمتلئ الحقائب بالقرارات التي لابد أن تعدل حتى تستمر والقرارات التي لايستسيغها إلا مصدروها.
** من ينتظر صياح الديك **
لهذه الغاية يسجل لوزارة التعليم العالي ماقامت به خلال الفترة السابقة فعلى امتداد مئة وخمسون يوما ًيتحدث المعنيون في التعليم العالي عن اهتمام وليد اللحظة ضمن الحكومة الحالية وعن برامج خلاّقة مثل ( الخطة الوطنية لتطوير المناهج والبرامج ) التي تم إطلاقها لمواكبة المناهج ومواءمتها لمتطلبات التنمية وسوق العمل، الى جانب الخطط الأخرى في افتتاح كليات وأقسام جديدة مهمة فتم افتتاح عشرة أقسام في جامعتي دمشق والفرات وأربع كليات جديدة هي العلوم الرابعة بجامعة دمشق ومقرها السويداء وكلية الآداب والعلوم الإنسانية الرابعة بجامعة دمشق ومقرها مدينة القنيطرة وكلية الزراعة التقانية بجامعة البعث ومقرها مدينة السلمية وكلية الصيدلة بجامعة الفرات ومقرها مدينة الرقة، كما تم إحداث كليتين جديدتين هما الهندسة المعمارية في جامعة الفرات ومقرها دير الزور وكلية طب الأسنان في جامعة الفرات ومقرها الحسكة.
** مثقال الذرة **
هي إنجازات تسجل للتعليم العالي وهي بحق تؤطر لحزمة الإصلاحات التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد واهتمامه بالتعليم ومطالب واحتياجات الطلبة وفتح المجالات أمام إبداعاتهم ومؤهلاتهم وطموحاتهم.
في حوار الشباب الوطني حول عمل الوزارة قال الطلبة إن الحكومة بمجملها وليس وزارة التعليم العالي فحسب ليست إلا حكومة تصريف أعمال هدفها الخروج من الأزمة، ووصفوها بالانتقالية ولكنها أنجزت وتنجز..
ويضيف الطلبة الذين تباينت آرائهم إننا لانحسد مسؤولا ًعلى موقعه في هذا الزمن، فجميعهم عرضة للانتقاد فمن هم خارج الحلقة ولكن هناك من ظهر عمله وبات ملموساً للجميع وهناك من لانعرف اسمه حتى الآن ؟!
يتساءل الطلبة من يتحمل وزر من ؟! والى أين ستميل كفة الميزان ؟! هل ستظل الوزارة في سياستها تعبأ وتحشد القرارات التي لم نتذوق منها سوى طعم المرارة ؟!
أم أنّ منارات العلم ستبقى مضيئة لدروب الجيل الحاضر والقادم ؟!.