كتب غسان فطوم ..
شباب الجامعة هم دائماً أكثر الذين يتجرعون خيبات الأمل وخاصة الخريجين الذين يعانون اليوم من البطالة المخيفة التي تعتبر أشد إيلاماً من أي بطالة أخرى لأي فئة شبابية، وكأن هناك من لديه هواية أو متعة في وأد طموحاتهم!
ويستغرب شباب الجامعة من موقف الحكومات المتعاقبة التي تتسابق لجعل قضاياهم أولوية في بياناتها المزينة بأفضل العبارات والكلمات، ولكن عندما يأتي “الجّد” تبقى مجرد حبر على ورق يوضع في سلال المهملات!.
اليوم يطالب الشباب بإعادة الاعتبار للكفاءات الوطنية التي هُمشت كثيراً خلال السنوات الماضية، نظراً للاعتماد على الخبرة الأجنبية التي برأيهم أخذت أكثر مما أعطت!، متسائلين: لماذا نفتتح ونحدث الاختصاصات العلمية دون أن نولي خريجيها أي اهتمام بسوق العمل؟!
هل يريدون أن نعلّق شهاداتنا على الحائط ونتفرج عليها؟!
وما يزيد الطين بلة أن الواسطة لا تزال تصادر أحلام الشباب حتى على مستوى عقد موسمي يبحث عنه الشباب لسدّ الرمق!.
هذه الحال أوصلت الشباب إلى حالة من الإحباط واليأس في مرحلة صعبة نحتاج فيها وجودهم ودورهم لأنهم هم قادة المرحلة المقبلة المليئة بالتبدلات والتغيرات على مختلف الصعد، وهم عماد نجاح المشروع الإصلاحي لبناء سورية المتجددة، من خلال تمكينهم من أداء الأدوار الحيوية التي من المفترض أن يقوموا بها بالعمل لا على الورق!.
بالمختصر، في كل دول العالم الفقيرة منها والغنية هناك خطط واستراتيجيات لتشغيل الشباب وتمكينهم، تتجدد وتتبدل مع ظروف كل مرحلة، فما الذي يمنع من أن يكون لدينا إستراتيجية وطنية خاصة بشبابنا تقيهم شر آلام البطالة وتحميهم من الهجرة التي تستهدف تفريغ الوطن من الكفاءات؟!!.
Nuss.sy