باعتراف أهل الشأن في التعليم الجامعي أن المستوى العام لخريجي جامعاتنا ضعيف جداً مقارنة بمتطلبات وحاجات سوق العمل بشكل خاص وحاجات مجتمع المعرفة بشكل عام، والذي يريد ويحتاج كفاءات من نوع خاص!.
هذه المشكلة تدركها جيداً إدارات جامعاتنا، بل وزارة التعليم العالي، حيث هناك فجوة واضحة بين المدخلات والمخرجات، بالإضافة إلى غموض أهداف التعليم الجامعي على جميع المستويات، الأمر الذي تسبب بهذه المشكلة!.
البعض يرى أن ترهل الإدارات وتخلف المناهج “المهترئة” وعدم ربط التعليم النظري بالجانب العملي من أكثر العوامل التي جعلت الخريجين في مستوى ضعيف علمياً، ويشيرون إلى أن الطالب في الجامعة يأخذ معلومات قد لا تختلف كثيراً عن المعلومات التي حصل عليها في المدرسة، وخاصة في الكليات النظرية، بمعنى هناك ضعف بالأساس في مراحل ما قبل الجامعة استمر في الجامعة والمعاهد التقانية، وهكذا سادت الشكلية في تطوير المناهج دون الاهتمام بمضمونها، والدليل أن بعض المقررات الجديدة التي طبعت في الأعوام الأخيرة تعتمد على مراجع عمرها أكثر من ربع قرن!.
وهناك من يحمّل المسؤولية لطرق القبول الجامعي التي لا تعتمد على معايير حقيقية، وإنما تركّز على المجموع الذي لا يعطي أو يدل بشكل صحيح على مقدرات الطالب الإبداعية، وبرأيهم أن العلامة ليست معياراً علمياً، مطالباً بإتباع طرق أخرى تعتمد على رغبات وإمكانات الطالب العقلية، والاهتمام أكثر بالتعليم الفني والمهني الذي هو عماد النهضة في الدول المتقدمة.
كما يرى آخرون أن إتباع جامعاتنا لطرق تدريس تقليدية تقوم على الحفظ والتلقين، هو مقتل الخريج، لأن هكذا أساليب تطلق رصاصة الرحمة على ملكة التفكير والإبداع عند الطالب!.
ويتساءلون: لماذا لا تعمل وزارة التعليم العالي على تفعيل خططها السنوية والإستراتيجية التي كانت تتحدث عنها في كل مناسبة بهدف تطوير منظومة التعليم العالي وجعلها منظومة عصرية؟!.
Nuss.sy