لا خلاف في أن سوق العمل اليوم لم تعد ترضى بأي شهادة جامعية تقليدية، ففي عصر الثورة التكنولوجية كل شيء تغيّر، وأصبحت الفوضى في سوق العمل هي السمة البارزة، من هنا يبدو ملحاً اليوم أن نطرح سؤالاً عن مدى أهمية الدورات التدريبية في رسم المستقبل الوظيفي للشباب وصقلهم وتهيئتهم للدخول إلى سوق العمل كموظفين ناجحين ومتميزين عن غيرهم ممن لم يتلقوا مثل هذه الدورات.
الاختيار المناسب
ينصح مدرب التنمية البشرية وائل الحسن ينصح الشباب بأن يتعرفوا على احتياجات السوق من أجل أن يكون اختيارهم للتخصص الدراسي والدورات التدريبية مناسبا للوظيفة التي يرغبون بها، حيث أن أصحاب العمل اليوم في تحد كبير ومنافسة شرسة ما يعظم معه احتياجهم لكسب الوقت من خلال الحصول على أفضل موظفين مدربين ومهنيين ليحققوا انجازا لشركاتهم.
وشدد على أهمية أن يعي الشباب أن التدريب اليوم أصبح حاجة ماسة شريطة أن يبتعدوا عن “دكاكين التدريب” كجهات غير متخصصة والتي تقدم برامج غير مهنية وأن يحسنوا اختيار الجهات والبرامج التدريبية المهنية التي تمتلك اعتمادات تدريبية ومهنية يمكنها توفير ما يحتاجونه كمتدربين مقبلين على الوظيفة من مهارات تؤهلهم للفوز بالوظيفة التي يطمحون إليها، مشيراً إلى أن ما يتلقاه الطلبة في الجامعات والمعاهد يكون نظريا غالبا ما يبرز أهمية الدورات التي تعتمد على الجانب العملي وتعزز قدرات الشباب وتنمي مهاراتهم وتمكنهم من اعتياد الأجواء الحقيقية لبيئة العمل والوظيفة التي سيلتحقون بها، حيث ان الدورات التدريبية تعد تجربة واقعية وتطبيقا لما درسه الشباب نظريا في الجامعة والمعاهد وهو ما يعزز المعلومات التي اكتسبوها وتعزز قدراتهم وتنمي مواهبهم.
كما إن التدريب للتأهيل الوظيفي يسد النقص الذي تعانيه المؤسسات التعليمية ومن خلاله يتعلم الشاب ما له من حقوق وما عليه من واجبات فضلا عن المهارات والإمكانات المطلوبة في سوق العمل والوظيفة. حيث أن الشاب يتعلم ما يجب عليه أن يقوم به في بدايات حياته الوظيفية ما يغير من شخصية الشاب ويعمل على إخراجه من ثوب الطالب الى العامل أو الموظف.
ثغرات وعثرات
ولفت إلى أن مشكلة أكثر الشباب أنهم يجهلون كيفية اختيار الدورة التدريبية المناسبة للتحصيل العلمي والوظيفة التي يرغبونها، لذا من الضروري أن يتولى القائمون على البرامج التدريبية بزيارات ميدانية لأهم المؤسسات في القطاع الخاص لجمع البيانات لأغلب المشاكل التي تواجه حديثي التوظف وعلى ضوئها يتم تصميم الدورات التدريبية التي تساهم في تأهيل الشباب وفقا لاحتياجات سوق العمل.
كما يجب أن يكون المدربون متخصصين ومتمرسين في مجال التدريب والتأهيل ومن ذوي الخبرات لتصميم برنامج تدريبي جيد ومناسب لسن الشباب في جو مهيأ لتأهيل الشباب وليخوضوا تجربة أقرب للواقع من خلال التدريب الميداني في المجال الوظيفي الذي يرغب به الشاب لإكسابه مهارات أكثر ومعرفة بأدق احتياجات الوظيفة والتعامل مع زملاء العمل والمديرين وكذلك العملاء والجمهور والطريقة المثلى لترتيب وقته وتوزيع مهامه على أكمل وجه.
غسان فطوم