مؤسف جداً أن ينتظر الشاب وخاصة الخريج في الجامعة عقد من الزمن وأكثر وهو ينتظر وظيفة الدولة من دون أن يبادر أو يحاول صناعة تلك الفرصة!
إن تعزيز ثقافة العمل الحر لدى الشباب، وترسيخ روح المبادرة لديهم، أمر لا يأتي بين ليلة وضحاها، بل هو يحتاج لخطط عمل وبرامج تبدأ من المدرسة وصولاً إلى الجامعة، وهو ما يغيب تماماً عن أولويات أو مهام مدارسنا وجامعاتنا الملتهية بالحفظ والتلقين بعيداً عن تحفيز الطالب وتعليمه كيف يبدع ويبتكر!.
أتذكر عندما كنّا طلاباً في الثانوية العامة كان أستاذ الرياضيات يقول لنا عبارته الشهير”اجتهدوا وتفوقوا تحظون قبل غيركم بوظيفة في الدولة” هذه العبارة ظلت راسخة عن الغالبية من أبناء جلينا الذين ما زالوا إلى الآن بلا عمل رغم تفوقهم!
ليس مقبولاً الآن أن تكون المناهج المدرسية والجامعية خالية من تعليم الطالب على اكتساب مهارات العمل وإبراز مفهوم المبادرة والتوجه نحو بناء المشروع الشخصي الذي يحقق له هدفه، هذه مسؤولية تقع على عاتق وزارتي التربية والتعليم العالي.
اليوم هناك عشرات الآلاف من الشباب الذين تراودهم إقامة مشاريعهم الخاصة ولكن تنقصهم الحيلة لجهلهم بماذا وكيف يبدؤون، ولغياب من يتبنى مبادراتهم ويدعمها، والأهم أن ثقافة العمل في ذهنيتهم مرتبكة إلى درجة الانعدام!
هذه الحال جعلت حتى من يحصل منهم على فرصة عمل معرضاً لخسارتها لأنه لم يتعلم كيف يطور مهاراته العملية ليزيد من إنتاجه كماً ونوعاً وليكون بالنتيجة مؤهلاً لمراكز قيادية.
ويبقى السؤال: هل تعي جامعاتنا ومدارسنا أهمية دورها في إعداد وتنمية الكوادر البشرية ونحن على أبواب تنفذ مشروع الإصلاح الإداري الذي أطلقه منذ أيام السيد الرئيس بشار الأسد؟
Nuss.sy