شئنا أم أبينا هناك “فجوة بين ما يحدث من تطورات في سوق العمل التي باتت تعتمد بشكل أساسي على التقانة والمعلوماتية، وبين التغيرات التي يتم إدخالها على مناهج ومحتوى التعليم العالي وطرائقه وتقاناته”.
مثل هذه الإشكالية أذكر أنه تم طرحها والتطرق لها بشكل موسع في أوراق عمل المؤتمر التاسع للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي الذي عقد في دمشق عام 2002!.
السؤال: لماذا لم نستطع أن نحدث أي تغيير إيجابي منذ ذاك التاريخ، وخاصة ما يتعلق بإحداث تطورات جوهرية في طرق التدريس قادرة على إعداد الطالب والخريج المتنور القادر على الإبداع؟!.
المطلوب اليوم من وزارة التعليم العالي التي تحدثت منذ أشهر عن رؤية إستراتيجية طموحة لتطوير المنظومة التعليمية بدءاً من المدخلات أن تعي ذلك جيداً، فمنظومتنا التعليمية تواجه اليوم الكثير من التحديات في ظل ظروف الحرب، ونعتقد أن تطوير البنية التحتية للمعلوماتية أو إعادة شحذها من أهم النقاط، مع التركيز على أن تحسين مخرجات التعليم العالي ومواءمتها مع متطلبات التنمية وتطوير التعليم عن بعد بالجامعات وإحداث بوابات إلكترونية ومراكز لتقوية المؤهلات المهنية والوظيفية لطلبة وخريجي الجامعات يجب أن يكون من الأولويات، عدا عن اعتماد نظام لتقوية الأداء ومعايير الجودة وتطوير القدرات النوعية لأعضاء الهيئة التدريسية، وإقامة حاضنات للتكنولوجيا والمعلومات داخل الحرم الجامعي تكون بمتناول كل الطلبة، فهل من مجيب يحقق هذه المطالب؟
- غسان فطوم