بكل أسف لم تعد الحركة الثقافية والفنية في الجامعات كما كانت سابقاً، فالملاحظ أن الحياة الجامعية فقدت الكثير من بريقها بهذا الخصوص خلال السنوات الست الأخيرة، مقارنة بتسعينيات القرن الماضي وحتى خلال العقد الأول من الألفية الحالية كانت حفلات التعارف للسنة الأولى والأنشطة الجامعية المختلفة تشكل أولوية في عمل الإدارات الجامعية، لكن فجأة توقفت وكأنها أصيبت بسكتة قلبية أو بحالة شلل!.
بالتأكيد لا عذر مبرر بهذا الخصوص، فهكذا نشاطات لا تحتاج إلى صرفيات كثيرة، وإنما تحتاج لإدارة ناجحة وإرادة قوية مؤمنة بأهمية الحراك الثقافي للجامعة!
بعض الجامعات الخاصة لا يعجبها أن تقوم فروع الاتحاد الوطني لطلبة سورية بنشاطات ثقافية وفنية ورياضية أو بأي مبادرة تطوعية، حيث تعمل على عرقلتها، علماً ان النشاط سيسجل بالنهاية باسم الجامعة!
صحيح كانت هناك بعض النشاطات والفعاليات الرياضية والثقافية وغيرها، ولكنها ليست بذات الزخم الذي كانت عليه في سنوات خلت، حيث كانت مدرجات الجامعات والمعاهد تضج بالنشاطات الفنية والرياضية والندوات الثقافية “الله يرحم أيام المسرح الجامعي وعروض النادي السينمائي”!.
طلبة الجامعات يشعرون بهذا الفراغ الثقافي والفني، وبعضهم يعبر عن استغرابه كيف يتم تهميش هذا الجانب المهم في حياتهم الجامعية رغم الإمكانيات الكبيرة للجامعات!.
وبعضهم سأل: لماذا لا تقوم وزارة التعليم العالي بإلزام الجامعات بإقامة نشاطات أسبوعية تحاكي ظروف الأزمة وتشدد على الانتماء للوطن والدفاع عنه؟!.
سؤال منطقي في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها شبابنا وطلبتنا من وسائل الإعلام المغرض، اليوم هناك ضرورة ملحة بتفعيل دور الجامعات في غرس قيم الانتماء والولاء الوطني في نفوس الشباب وتعزيز الهوية الثقافية، وضرورة الإضاءة على مشكلات الشباب وإشراكهم في حل مشاكلهم وقضاياهم، بهدف تمكينهم من أداء دور مميز ومبدع نحتاجه اليوم في ظل ما نحن فيه.
الشباب والطلبة الذين التقيناهم في مواقع مختلفة رفعوا الصوت عالياً وطالبوا بالتخطيط السليم لإقامة ندوات وورش عمل للتوعية السياسية و الدينية والثقافية، للوقوف بوجه الحملات الإعلامية التحريضية، ودائماً من أجل إعداد الشباب إعداداً سليماً يمكنه من تحمل مسؤولياته والقيام بدوره في المرحلة الصعبة المقبلة التي تحتاج لجهد كل واحد منا.
Nuss.sy