كان ومازال الرهان قائم على الشباب السوري بمختلف فئاته العمرية، فهو أمل سورية المتجددة .. هو الذي سيقود التبدلات في المرحلة القادمة، بالتأكيد المهمة لن تكون سهلة إن بقيت حقول الألغام البيروقراطية، والمحسوبيات تتنامى في أغلب مؤسسات الدولة؟!.
وحتى ينجح الشباب ويؤدي دوره على أكمل وجه، من المفروض أن يعمل وفق خطط وبرامج ذات جدوى، تعطينا فكرة عن مدى جاهزيتة واستعداده واقتناعه بما سيوكل إليه من مهام، والأهم توفير معلومات كمية وكيفية موثوقة لتشخيص الواقع الشبابي بهدف حل المشكلات وتمكين الشباب في مجالات عدة، من هنا تأتي أهمية أن تكون لدينا استراتيجية وطنية للشباب كنّا على وشك أن نكحّل عيوننا بها منذ عام 2008 حيث كانت تعمل الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع جهات مختلفة لوضع هذه الإستراتيجية، ولكن منذ ذاك العام تعثر المشروع وتوقف بعد إجراء العديد من المسوحات الهامة والأبحاث!.
مختصر الكلام، نحتاج اليوم لبحوث ودراسات مكثفة لتشخيص الواقع الشبابي الذي تأثر وتأذى كثيراً خلال سنوات الأزمة، فعندما نمتلك كل المعطيات عن شبابنا يمكن بالتأكيد التأسيس لانطلاقة جيدة تمكّنه من التشاركية المجتمعية وتسهل مهمتهم في إحداث التبدلات المنتظرة، وكلنا أمل تلقى الجهات العاملة والمهتمة بقضايا الشباب، وخاصة العاملة في مجال البحوث المزيد من الدعم والاهتمام لمساعدتها في رسم المشهد الشبابي ومعرفة كل ما يحتاجه ويريده ويعانيه من مشكلات كانت وما زالت عقدة تحول دون تمكينه من دوره الذي غاب عنه خلال العقود الماضية، أو حرم منه بفعل الإقصاء والتهميش!.
Nuss.sy