تغيرت كثيراً العلاقة بين الأستاذ والطالب في الجامعات واختلفت، وتبدلت الصورة عن سنوات مضت بفعل الظروف التي من أهمها ازدياد عدد الطلبة إلى درجة ضاقت بها جامعاتنا، هذا الأمر أثر على العملية التعليمية من كافة النواحي وساهم في كثير من الأحيان بانخفاض مستواها!.
طلبة الجامعة لا يترددون اليوم بانتقاد أساتذتهم وتوجيه الملاحظات للإدارات الجامعية حول قضايا تتعلق بطريقة معاملة البعض منهم سواء اجتماعياً أو علمياً باعتبارهما جناح العملية التعليمية، ويسألون: إلى متى يبقى بعض الأساتذة يظنون أنفسهم أنهم في برج عاجي؟!
ويعتبر تدني نسب النجاح بشكل “كيدي” من أهم الأسباب التي أشعلت شرارة انتقاد الأساتذة وتناقلته صفحات التواصل الاجتماعية الخاصة بالطلبة ووصل الأمر إلى مسامع الإدارات الجامعية التي لم تكن استجابة بعضها بالمستوى المأمول على حد قول الطلبة الذين استغربوا تحول طباع وأمزجة الأساتذة!.
هموم وشجون!
الطالب محمد رزوق تمنى أن يتم الاختيار الجيد للمعيدين والمدرسين المساعدين طبقاً لمعايير عالمية بعيداً عن المحسوبيات والواسطات!.
بدورها ندى حمدان تريد أساتذة يثيرون الحماس عند الطالب من حيث دفعه للتعلم والمشاركة في المحاضرة وليس الاستهتار بمقدرته.
فيما أمل نزيه بدور أن يعود الدفء والصداقة بين الأساتذة والطلبة داخل الحرم الجامعي وإتباع أساليب التدريس الشيق والإعداد الجيد للمحاضرات، حيث يوجد البعض من الأساتذة الذين لا يلتزمون بوقت المحاضرة أو بالطريقة العلمية الصحيحة لإعطائها.
استمرار الظلم!
وشكا العديد من الطلبة من استمرار تدني نسب النجاح على درجة الانعدام في بعض المقررات علما أنهم يكتبون بشكل جيد يمكنهم من النجاح لكن المفاجأة تكون بأن نسب بنسب النجاح قد لا تتجاوز الـ 5% أو كثر بقليل!
ويعتبر عمر جمعة أن هذا ظلم واضح يقع الطلبة ويستغرب كغيره من طلبة الجامعات من استمراره وعدم إيجاد الحل المناسب له الذي يحقق العدالة والإنصاف لكل من يجتهد ويتعب من أجل نيل درجة بجهوده وليس من خلال الغش الامتحاني الذي بات يهدد هو الآخر مخرجات العملية التعليمية!.
إعادة تأهيل!
وتساءلت يارا عزيز: طالما هناك سلم للتصحيح لماذا لا يتم التقيد به، إلى متى نبقى نضع القوانين ولا ننفذها بالشكل الصحيح كالقوانين التي تحكم الأمور التعليمية؟.
وطالب عدد كبير من الطلبة بإعادة تأهيل الاساتذة من خلال دورات تدريبية على أساليب وفنون التدريس الصحيحة التي تتناسب مع المناهج الحديثة، مطالبين بتحديث المناهج بحيث تكون مناسبة لمتطلبات وحاجات سوق العمل التي لم تعد ترضى بأي شهادة جامعية!.
بالمختصر، بإمكان إدارات الجامعات أن تعمل بجدية على تمتين أو ترميم العلاقات بين الاستاذ والطالب بشكلها الطبيعي داخل الحرم الجامعي، فهذا من مصلحة العملية التعليمية، وإلا ستبقى الشكوى قائمة، في وقت نحتاج فيه جهد الطالب والأستاذ وكل مفاصل العملية التعليمية لنرتقي بها إلى أعلى المستويات لتكون قادرة على المنافسة.