الأخبار

عودة الفرح إلى دار الأمان للأيتام الأطفال : شكراً اتحاد الطلبة .. لفتتكم كريمة

لم يستطع صوت الرصاص أن يعلو على أصوات الأطفال وتبقى في ذاكرتهم وهم يرددون النشيد العربي السوري في ساحة دار الأمان للأيتام.. علت أصواتهم وتعالت فوق الجراح وكبر الحلم بعيونهم وهم يحملون العلم العربي السوري ويرنون إلى المستقبل القادم بالأمل والإرادة والقدرة على تجاوز الأزمات.

مئة وستون طفلاً على مقاعد الدراسة بين أحضان الطلبة والشباب المتطوعين في ختام مبادرتهم لإعادة الحياة للدار وفي لفتة من الاتحاد الوطني لطلبة سورية وتكريماً لجهود المتطوعين تم توزيع المستلزمات الدراسية والألبسة الصوفية والهدايا والألعاب وغيرها.

استمرار لنشر ثقافة التطوع

يقول محمد عجيل عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية إن مشاركتنا اليوم هي تعزيز لثقافة التطوع ودعم المبادرات الشبابية الوطنية ولقد كان لمشاركة طلاب وشباب الجامعات والمعاهد السورية أثر كبير في إعادة الأمان لدار الأيتام بعد أن طالتها يد الغدر والإرهاب في تفجير مقر أمن الدولة.. منذ اللحظات الأولى – يتابع – عجيل آثر الطلبة أن يكونوا إلى جانب أطفال الميتم فعملوا على طرح مبادرة إعادة الحياة لهذه الدار من خلال أعمال الترميم والتأهيل والأعمال التطوعية المختلفة وعلى عدة مراحل وفي وقت قياسي فقد وصل بعضهم الليل بالنهار من أجل إنهاء العمل وافتتاح الدار مع بداية الفصل الثاني وكان لعودتهم إلى مقاعد الدراسة أثر كبير في نفوس المتطوعين حيث قدمنا مستلزم مدرسي متكامل لكل طفل في الميتم إضافة إلى ألبسة شتوية متنوعة وألعاب وهدايا رمزية من كل طالب جامعي ومتطوع يؤمن بالإصلاح وبانتصار إرادة الحياة والعلم والبناء على يد الإرهاب والغدر والتخريب.

الدار ملك للأطفال

وأشار مدير دار الأمان للأيتام عبد الله خطاب إلى الحس الوطني التطوعي الكبير الذي يتمتع به طلبة وشباب سورية وخاصة من آثر على نفسه مساعدة الأطفال من خلال العمل والترميم والنظافة والمساهمة في أعمال الكهرباء والصحية وتركيب الصور ورسم لوحات فنية في الدار وتنقية الأجواء ، وأضاف : بعض الطلبة ساهموا في إعطاء دروس مجانية للأطفال وتدريبهم على مهارات جديدة وتنمية معارفهم وخبراتهم.

ورأت المدرسة رغداء من الدار أن التطوع بلسم جراح الأطفال وأشعرهم بالسعادة وحب الوطن وحب الإنسان ونمى عميق الامتنان والشكر  في قلوبهم وهذا ما لمسناه من أسئلتهم لنا واستفساراتهم عمن هؤلاء الطلبة والشباب الذين يحملون المقاعد ويركبون البرادي ويرسمون اللوحات ويعيدون الألواح وغيرها…

يسألون ما الذي يدفع هؤلاء الشباب للعمل ما الذي يدفعهم لتقديم وقتهم وجهدهم.. قال أحد المتطوعين إنها سورية التي تجمعنا بحبها وامتنانها لنا وللأعمال التطوعية التي تقوم بها.

هدية وطن

ومن جانب المتطوعين قال سميح ديروان متطوع من طلبة الجامعات الخاصة : السعادة تغمرنا ونحن نختتم أعمالنا التطوعية في دار الأمان للأيتام من خلال السعادة التي قرأتها على وجوه الأطفال وسعادتهم بتوزيع الهدايا مضيفاً : هذا ليس بغريب عن منظمة عريقة هي الاتحاد الوطني لطلبة سورية ولعل وجود هذا الكم من المتطوعين وفرحة الأطفال بهذا الجهد وهذه الروح التعاونية..

عزيمة الانتصار

أطفال الميتم كانوا مذهولين للمفاجآت السارة التي أحاطت بهم من كل جانب وهم الذين تفاجأووا بأن الدار عادت أجمل وتنتظر منهم العطاء والإبداع والمزيد من التفوق على مقاعد الدراسة يقول الطفل (مهدي -12 سنة) أشعر بسعادة غامرة وأنا أستلم هديتي ويا لها من فرحة عندما كانت حقيبة بأقلامها ودفاترها وعبر (يزن -10 سنوات) عن سعادته بالعلم السوري وكنزة الصوف والهدية والحقيبة وقال سأحتفظ بها وستزيدني إصراراً على العلم والمتابعة، وقال (علي -6 سنوات) أهدي تفوقي لسورية وأنا أدرس في هذا الميتم مع رفاقي وسنبقى رغم التفجيرات المحزنة.

أما (أسامة- 8 سنوات) فقد شكر المتطوعين وشكر جهودهم وقال سنحافظ على هذه الدار وسنجعلها نظيفة دوما وسنحميها ونحمي سورية.

(علاء 10- سنوات) قال : عندما سأصبح مهندساً سأقدم الخير والتبرع والعمل التطوعي لهذه الدار وكل الأيتام وأعرف أننا بعودتنا انتصرنا على من قام بتفجير كفرسوسة نحن هنا منذ 4 سنوات وسنستمر حتى نتخرج ونبني الوطن.

روح العمل الجماعي

هي وقفة الإنسان مع ما يقدمه من خير وعطاء ولهذا الوطن وما يخبأه لغد. الأفضل وكم هي جميلة عندما تتعالى على الأزمات والتحديات وتزرع البسمة والفرح وتقوي العزيمة والنفس نحو المبادرة والعمل والنجاح.

سليمان خليل سليمان

سمى الناعم

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*