تحت عنوان “معا في مواجهة الاحتلال والإرهاب والتطرف والهيمنة” انطلقت اليوم في دمشق أعمال الملتقى التضامني مع سورية وفلسطين والعراق وليبيا واليمن الذي يقيمه الاتحاد العام للطلبة العرب بالتزامن مع عقد جلسة موسعة للمجلس المركزي للاتحاد بمشاركة 70 منظمة واتحادا طلابيا وشبابيا من 13 دولة عربية بعضها يشارك لأول مرة.
وأكد رئيس الاتحاد العام للطلبة العرب أحمد مبارك الشاطر أن التشتت الحاصل في الوطن العربي يحتاج إلى الكثير من الجهود والتضحيات والفهم العميق والتسامي عن الجراح والهفوات وتوحيد العمل ورص الصفوف لمواجهة هذا الواقع الصعب والمرير حيث تقع على عاتق الطلاب والشباب المسؤولية الكبرى في هذا المجال.
ورأى الشاطر أن انعقاد الملتقى في دمشق اليوم دليل على أن الأمة العربية وسورية مازالتا بخير مؤكدا أن سورية بصمودها قيادة وجيشا وشعبا في وجه أشرس الحروب الكونية الإرهابية على مر التاريخ ستبقى قلب العروبة النابض ولم ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات.
ونوه الشاطر بدور الاتحاد الوطني لطلبة سورية الذي يستضيف المقر الدائم للاتحاد العام للطلبة العرب ويؤمن له كل مستلزمات الاستمرار بالعمل.
الواقع التنظيمي
وبدوره استعرض الدكتور نضال عمار الأمين العام لاتحاد الطلبة العرب التقرير التنظيمي والمالي المقدم إلى المجلس المركزي للاتحاد وأهم النشاطات والأعمال والمشاركات التي قام بها منذ انعقاده في دمشق عام 2014 وكذلك واقع المنظمات الطلابية والشبابية العربية الأعضاء “العضوية العاملة والمشاركة” والعلاقة مع المنظمات والاتحادات والجمعيات الطلابية والشبابية العربية ومواقف وتوجهات الاتحاد العام للطلبة العرب وأبرز المحطات النضالية في حياة الاتحاد ومهرجان الطالب العربي ودليل الجامعات العربية ومشروع بطاقة الطالب العربي ومهرجان الطلبة والشبيبة العالمي.
ولفت الدكتور عمار إلى أن اللجنة التنفيذية للاتحاد “رفضت كل العروض المادية والمالية والمنح المشروطة التي قدمت له من منظمة الأمم المتحدة ومنظمات وهيئات أخرى كيلا ترهن صوتها ولا تخل بدستور الاتحاد ليبقى الاتحاد عريقا متمسكا بمبادئه وأهدافه العربية حتى لو كان يعمل ماليا على الكفاف” مشيرا إلى أن الاتحاد يعاني أوضاعا مالية صعبة نتيجة عدم الالتزام بتسديد الاشتراكات السنوية المقررة من المنظمات الأعضاء بالاتحاد باستثناء منظمة الاتحاد الوطني لطلبة سورية التي لولاها لما استطاع الاتحاد الاستمرار بعمله على أكمل وجه.
مداخلات ومناقشات
وناقش المشاركون في تقريرهم السياسي أوضاع المنطقة العربية التي تمر بظروف صعبة منذ عام 2011، حيث تشهد تغيرات وتطورات على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية في ظل أكذوبة ما يسمى “بالربيع العربي” الذي لم يجلب إلا الإرهاب للدول العربية.
وأشاروا إلى خطورة استخدام التطرف الديني وغسل أدمغة النشء والطلاب والشباب وحشوها بالأفكار العدوانية والهدامة والأكاذيب.
كما ناقش المشاركون أموراً مالية وتنظيمية تتعلق بالمنظمات العضوة والمشاركة في الاتحاد، والنشاطات التي قام بها خلال المرحلة الماضية وضرورة تفعيلها عربياً ودولياً من أجل تحقيق حضوراً فاعلاً للاتحاد ومحاولة تجاوز الظروف والأحداث التي جعلت بعض المنظمات في حالة انقطاع شبه تام مع اللجنة التنفيذية للاتحاد.
لقاءات مع المشاركين
عبد الكريم شرقي من وفد الاتحاد العام لطلبة فلسطين أكد أن الملتقى فرصة للتعبير من كل المنظمات الشبابية العربية المشاركة عن تضامنها مع قضايا الأمة الرئيسية وعن الوقفة الجادة مع الشقيقة سورية التي مازالت بعد سبع سنوات من الحرب الإرهابية عليها ترفع لواء المقاومة ومعاداة الصهيونية والإمبريالية مؤكدا أن “انتصار سورية يجب أن يكون عاملا لنهوض الأمة العربية وشرفائها من المحيط إلى الخليج”.
ورأى فؤاد صحراوي نائب رئيس الاتحاد العام الجزائري للشباب إن انعقاد اجتماع المجلس المركزي للاتحاد العام للطلبة العرب هو “محطة دستورية مهمة في حياة الاتحاد وفرصة لطرح أفكار جديدة من أجل إيجاد طرق فعالة للتضامن مع شعوب اليمن وليبيا وفلسطين وسورية بعيدا عن الشعارات”.
وقال أحمد يونس رئيس الاتحاد العام لطلبة الأردن “إن الطلبة والشباب العرب من خلال مشاركتهم في الملتقى يؤكدون أنهم مع سورية قيادة وجيشا وشعبا ويقفون إلى جانبها في حربها ضد الإرهاب” مؤكدا أن الاتحاد العام لطلبة الأردن يفتخر بشعب سورية وقيادتها.
ولفتت إيمان الأدهمي نائب رئيس الاتحاد العام لطلبة الأردن إلى أهمية التأكيد على المواقف الداعمة لسورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها ودور الشباب في علاج تداعياتها.
وأشار علي سعيد الهلالي من الشباب القومي العربي في اليمن إلى تضامن الشعب اليمني مع سورية وقال “إن قضية اليمن وسورية واحدة ويتعرضان لمؤامرة وحرب عدوانية” موجها التحية لشهداء الجيش العربي السوري.
بدوره قال محمد مواس من لبنان المنسق العام للشباب القومي العربي “جئنا لنقدم طروحات عمل للأعوام القادمة ومبادرة لإقامة وتنظيم عمل سنوي تحت عنوان عريض هو “الهوية العربية” للتركيز على الهوية العربية الحضارية ضد أي حركة انفصالية أو عنصرية مشبوهة مدعومة صهيونيا وأمريكيا” مؤكدا أن الشباب السوري بمقاومته يدافع عن كل الأمة العربية.
من جهته لفت الدكتور محمود دعبول رئيس جمعية شباب المشاريع اللبنانية إلى أهمية توحيد الجهود والتعاون من أجل مواجهة التحديات والأفكار الغريبة التي تبث في عقول الشباب العربي وتدعو إلى الدمار والتخريب والتطرف.
ونوه كل من وسام طرابلسي نائب رئيس اتحاد الشباب الوطني اللبناني ويوسف بسام مسؤول العلاقات العامة في حزب الله ببطولات الجيش العربي الباسل في مواجهة التنظيمات الإرهابية معربين عن ثقتهما بانتصار سورية المقاومة بفضل هذه البطولات والتفاف شعبها حول قيادتها.
من جهته عبدالله عبد الحميد أمين عام ملتقى الشباب العربي بين ضرورة مواجهة الفكر التكفيري واقتلاعه من عقول الشباب المضلل من أبناء الأمة العربية.
وفي الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات الملتقى الذي يستمر يومين في قاعة المؤتمرات بجامعة دمشق تحت عنوان “القلم المقاوم والفكر المبدع” أكد المشاركون ضرورة محاربة الفكر الرجعي الإرهابي بالفكر التقدمي المقاوم معتبرين أن الحفاظ على أمن سورية حفاظ على أمن العالم العربي لأنها قلب العروبة النابض وموطن لكل العرب.
ونوه المشاركون في الندوة بصمود الطلاب السوريين في وجه الإرهاب التكفيري عبر القلم المقاوم الذي يحمي الهوية العربية من الطمس مشيرين إلى أهمية رفع المستوى الثقافي من أجل دعم الوعي الجماهيري.
كما نوهوا بانتصارات الجيش السوري والمقاومة مثمنين التضحيات التي قدموها لاستعادة الأراضي التي دنسها الإرهاب وطرد التنظيمات الإرهابية منها.
يشار إلى أن الملتقى سيتابع فعالياته غداً ليخرج بمجموعة مقررات وتوصيات.
Nuss.sy