كتب مدير التحرير :
مسكين الشاب الخريج في الجامعات السورية يخرج إلى الحياة العملية مثقل بكم هائل من المعلومات المحشوة في دماغه طوال حياته الدراسية ، معلومات لا قيمة مضافة فيها في عالم يتحدث بلغة المعلومات المفتوحة المستحدثة من تقدم علمي وتكنولوجي لا حدود له، طالبنا مازال أثير آلية متخلفة لحفظ وتلقين المعلومات وتفريغها على الورق كآلة تسجيل ، طالبنا لم يتدرب على اقتناص المعلومة والفكرة ، ولم يتعلم كيف يتعلم ضمن مايسمى بالتربية المستدامة !!
لا تسألوني عن الأسباب ، فهي كثيرة بدءاً من المراحل الأولى في المدارس وصولاً إلى الجامعة، مروراً بالسياسة العلمية الفاشلة للالتحاق بالجامعات التي باتت كابوساً مرعباً يطارد الطلبة وينسف أحلامهم وطموحاتهم وتقضم حقوقهم في التحصيل الدراسي الجامعي ، مناهج تعتمد على الحفظ والتلقين والاستظهار ، عدوها شيء اسمه التفكير الناقد أو الإبداعي ، لذلك لا عجب أن ترى طلابنا محبطون ليس عندهم دافعية نحو التعليم والتعلم ، لدرجة أنهم فقدوا الأمل بقيمة التعليم الجامعي وأهميته بالنسبة لحياتهم .
طالبنا مازال حائراً تائهاً لا يجد من يوجهه نحو استخدام مصادر المعرفة المختلفة ، ولا يجد من يؤهله ويدربه للانطلاق في سوق العمل !!.
نعم قد يجد ولكن من يتاجر بمطالبه وحقوقه المشروعة ويعتلي المنابر ليصرخ بأعلى صوته مجافياً الحقيقة :
” طالبنا على مستوى عالٍ ومخرجاتنا التعليمية من طراز القرن الـ /21/ “
لقد آن الأوان لأن تهتم جامعاتنا بتنمية القدرات الإبداعية لدى طلابها ، فلم يعد مقبولاً أن تبقى أهداف التعليم الجامعي غامضة على جميع المستويات ، ولا نبالغ لو قلنا أن سمعة جامعاتنا على المحك إذا لم تبادر إلى لملمة أوراقها المبعثرة ، من خلال معالجة كل الأسباب التي تؤدي إلى ضعف أداء مدرسيها ورقي مستوى خريجيها ، وتعلمهم كيف يقتنصون المعلومة ويصيبون قلب الهدف ، إن لم تفعل كل ذلك فلا عجب إن فقدت مكانتها في عيون أبنائها !.