أكدت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية أمس خلال لقائها مجموعة من الإعلاميين الإيرانيين أهمية العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط سورية وإيران بمعناها النضالي والكفاحي ضد ماتتعرض له بلادنا منذ زمن وضرورة تعزيز المواقف المشتركة في مواجهة قوى الهيمنة الدولية التي تواصل مخططاتها لتفتيت منطقتنا وإخضاعها واستتباعها لمصالح أسرائيل.
وأوضحت نائب رئيس الجمهورية أن ماتتعرض له سورية اليوم يهدف إلى إنهاكها وإضعاف دورها ومواقفها ومحاولة لضرب علاقاتها مع إيران وقوى المقاومة تمهيداً لتمرير المشاريع الغربية في المنطقة لكن سورية قادرة بوعي شعبها وتماسكه وقوة جيشها المؤمن بقضايا أمته على إفشال كل مخططاتهم ومحاولاتهم اليائسة لإثارة النزاعات الداخلية فيها ونحن واثقون من أن سورية ستخرج من محنتها أكثر قوة وتستعيد مسيرتها الطبيعية في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأشارت إلى أن مسار القتلة والإرهابيين ومن يقف وراءهم في استهداف سورية بدأ بالانحدار أمام إرادة الشعب السوري وكل نداءاتهم للتدخل الخارجي وتسليح الإرهابيين ستنتهي إلى الفشل القريب وسينحسر العدوان وينتصر السلم والأمن والأمان الذي ينشده السوريون وستبقى سورية على عهدها في دعم قوى المقاومة مهما بدر من بعضها بحق سورية وستبقى قلب العروبة المدافع عن قضايا الأمة العربية.
ونوهت الدكتورة العطار بمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة لسورية مؤكدة أن علاقة سورية بإيران ستظل قوية تتعزز يوماً بعد يوم مهما حاولوا استهدافها لأنها تستند إلى أسس مبدئية تحقق مصالح الشعبين وتسهم في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي ردها على أسئلة الصحفيين قالت الدكتورة العطار إن بعض القنوات الغربية والعربية الشريكة في مخطط استهداف سورية والمعروفة الارتباط والتمويل أساءت إلى مهنة الإعلام ومارست التضليل والتزييف والتحريض البغيض للاقتتال بين أبناء الوطن لكن رغم ذلك يبقى دور الإعلام الموضوعي الصادق الذي يحمل رسالة سامية بنقل الحقيقة والواقع كفيلاً بإعادة التوازن إلى الصورة المشوهة التي يروجونها عن سورية.
من جهتهم عبر الإعلاميون الإيرانيون عن دعمهم لسورية وشعبها الذي أدرك حجم المؤامرة التي يتعرض لها مؤكدين وقوف الشعب الإيراني مع الشعب السوري في خندق واحد لتجاوز هذه المحنة معربين عن ثقتهم بأن سورية ستتجاوزها قريباً وتنهض أقوى مما كانت.
وأضافوا أنه قبل وصولهم إلى سورية كانت الصورة التي تتناقلها بعض القنوات العربية تثير التساؤلات لديهم عما يجري ولكن مع وصولهم إلى دمشق تبدلت الصورة وأصبحت صورة الواقع أقوى من الصور المزيفة مؤكدين أنهم كإعلاميين سينقلون هذه الصورة إلى الشعب الإيراني والشعوب الأخرى بكل مصداقية.
وزير الإعلام: قنوات فضائية عربية وغربية تحولت إلى ذراع إعلامية للمجموعات الإرهابية المسلحة
من جهته أكد وزير الإعلام الدكتور عدنان محمود خلال لقائه مجموعة من الإعلاميين الإيرانيين أهمية بناء شراكة إعلامية بين سورية وإيران وتوسيع قاعدة التعاون الإعلامي بين الجانبين تواكب بيئة الإعلام المعاصر لتقديم المعلومة للرأي العام العالمي ولاسيما في ظل الحرب الاعلامية والنفسية التي يتعرض لها البلدان واحتكار الشركات المتعددة الجنسيات لمعظم وسائل الاتصال والمعلومات في العالم.
وأشار وزير الإعلام إلى حرب المعلومات والافكار وقلب الحقائق والمفاهيم الذي تقوم به بعض القنوات العربية والغربية في نقل الأحداث في سورية حيث تحولت تلك القنوات إلى ذراع إعلامية للمجموعات الإرهابية المسلحة والمشاركة في إراقة الدم السوري واستنفار عصبيات بعيدة عن ثقافة المجتمع السوري منتهكة بذلك كل القيم والأخلاق والأعراف الإنسانية ومبادىء العمل الإعلامي.
وأوضح الوزير محمود أن الاستهداف الممنهج لسورية من قبل القوى الغربية الأمريكية وأدواتها الإقليمية ضد سورية يهدف في بعده الحقيقي إلى تفكيك عناصر قوة المنطقة بما فيها العلاقة السورية الإيرانية مع خط المقاومة وهذا ما تحدث به اكثر من مسؤول غربي وأمريكي مؤكداً أهمية تعزيز هذه العلاقة وتوسيعها على مختلف الصعد لإفشال مخططاتهم. وأشار إلى أن الشعب السوري بكل اطيافه يتعرض اليوم لإرهاب تمارسه المجموعات المسلحة بدعم من السعودية وقطر وتركيا الذين يتاجرون بالدم السوري لكن هذا الشعب مصمم على المضي في إنجاز برنامج الإصلاح الوطني الذي جاء إقرار الدستور الجديد تتويجاً له والتأسيس لمرحلة جديدة في حياة سورية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ونوه بأهمية زيارة الإعلاميين الإيرانيين الى سورية في نقل المشهد الحقيقي الذي تعيشه سورية وكسر الرؤية الاحادية الجانب التي تسعى وسائل اعلام عربية وغربية الى تعميمها على الرأي العام العالمي.
المقداد : دعم بعض الدول للمجموعات الارهابية المسلحة سينعكس سلبا عليها وسورية قوية وستنتصر على أعدائها
واستعرض الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين خلال لقائه وفدا يضم عددا من ممثلي وسائل الإعلام الإيرانية أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية بهدف ضرب دورها المحوري الداعم للمقاومة والرافض لسياسة الهيمنة والتسلط والمدافع عن حقوق ومصالح الامة العربية.
وأشار المقداد إلى ما ترتكبه المجموعات الارهابية المسلحة من أعمال قتل للمدنيين وقوات حفظ النظام وتخريب للممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين الآمنين موضحا ان الجهات المختصة وقوات حفظ النظام وخلال أدائها لواجبها في حماية المواطنين من جرائم هذه المجموعات الارهابية ضبطت كميات كبيرة من الاسلحة المتطورة الامريكية والاسرائيلية بعضها مضاد للطائرات والدروع والدبابات في حي بابا عمرو بحمص.
واوضح المقداد ان دعم بعض الدول العربية للمجموعات الارهابية المسلحة سينعكس عليها سلبا لافتا الى ان الدول التي اعلنت انها ستسلح المعارضة ستكتشف انها ترتكب خطا فادحا بحق نفسها وان سورية قوية وستنتصر على أعدائها وتخرج من هذه المؤامرة أقوى مما كانت عليه سابقا.
ووضع المقداد الوفد الاعلامي الايراني بصورة حزمة الاصلاحات التي اتخذتها القيادة السورية في مختلف المجالات من اصدار قوانين الانتخابات والادارة المحلية والاعلام والتظاهر السلمي والغاء حالة الطوارئ وصولا لإصدار الدستور الجديد واعتباره نافذا بعد أن تم الاستفتاء عليه من قبل المواطنين السوريين.
وأوضح نائب وزير الخارجية والمغتربين ان اللجوء إلى الحوار الوطني بدلا من استخدام السلاح واعمال القتل والتخريب التي يدعو اليها البعض هو الخيار الذي يصب في مصلحة الشعب السوري مؤكدا ان الشعب السوري أثبت بوعيه قدرته على افشال هذه المؤامرة بالرغم من حملات التحريض الاعلامي التي تمارسها وسائل الاعلام المضللة محذرا من مخاطر انتشار التطرف الديني ودعم بعض الدول العربية للمتطرفين في تشويه الحضارة العربية والاسلامية.
وأكد المقداد ان العلاقات السورية الايرانية تميزت منذ بدئها بثباتها واستقرارها واثبتت انها عنصر اساسي لضمان الامن والاستقرار في المنطقة مشيرا إلى تطابق مواقف البلدين في القضايا الاستراتيجية بشكل أساسي ورفضهما للتدخل الغربي في شؤون المنطقة وموقفهما الداعم للقضية الفلسطينية واسترداد الحقوق العربية ومواجهة المخططات الصهيونية والغربية الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة بما يخدم المصالح الاسرائيلية.
وقال ان سورية وايران حققتا كسبا كبيرا لصالح قضيتنا المشتركة فلسطين وان افضل دليل على ذلك وقوف الدول الحرة في امريكا اللاتينية مع نضالنا من أجل استرداد حقوقنا والوقوف في وجه المخططات الصهيونية والغربية في المنطقة.