” أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي ” هذا هو حال وزارة التعليم العالي بالأمس وهي تطلق من على مدرج كلية الطب البشري بجامعة دمشق المرحلة الثانية من الخطة الوطنية لتطوير برامج التعليم العالي ومناهجه وتنفيذها على مستوى الكليات والجامعات السورية .
العالم بجوارنا وفي إقليمنا سبقنا إلى هذه الخطوة بأشواط بعيدة – على الأقل منذ مطلع هذه الألفية – فالقرن / 21 / يريد خريجين من مواصفات نوعية عالية الجودة وهذا غير متوفر حالياً في جامعاتنا التي مازالت تعتمد أساليب الحفظ والتلقين !
وبشهادة وزير التعليم العالي الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى أن ضبط جودة التعليم بات أمرا حتميا تقوم به المؤسسات التعليمية لتثبت قدرتها على تلبية المعايير المؤهلة لاتخاذ إجراءات الاعتماد الأكاديمي لرفع مستوى الترتيب العالمي للجامعات السورية ولاسيما إن الإمكانيات البشرية والفنية متوفرة فيها واستطاع خريجوها أن يحققوا انجازات علمية كبيرة في أهم جامعات العالم.
ونوه شيخ عيسى بالجهود التي بذلت من قبل فريق العمل والتي انتهت بصياغة المعايير المرجعية الاكاديمية /نارس/ في جميع القطاعات الاكاديمية التي تشكل الحدود الدنيا من المعرفة والمهارات الاساسية والعلمية والفكرية والمهنية العامة والقابلة للانتقال مشيرا الى استمرار الجهود في المرحلة الثانية لصياغة المعايير المرجعية الاكاديمية لكل تخصص في الجامعات الحكومية السورية والبالغة 316 برنامجا يمنح شهادة اكاديمية.
مراكز إبداع وابتكار
الدكتور عامر مارديني رئيس جامعة دمشق بدا متفائلاً بالمرحلة القادمة مؤكداً أن تبني استراتيجية واضحة المعالم في اعتماد المعايير الاكاديمية الوطنية للمناهج سيسهم في ردم الفجوة للالتحاق بركب التطور الذي تشهده الجامعات العالمية ويجعل من جامعاتنا الوطنية مراكز إبداع وابتكار في سبيل التنمية ويحسن من ترتيبها العالمي مشيرا إلى الجهود التي تقوم بها الجامعات في تعديل الخطط والمناهج لتواكب احدث المعارف العالمية والتي ينبغي ان توجه البحوث والدراسات فيها باتجاه تشجيع العمل المستمر على تحسين المحتوى العلمي والمعرفي للمناهج الجامعية.
و قدم الدكتور محمد نجيب عبد الواحد معاون وزير التعليم العالي رئيس وحدة ادارة مشروع الخطة الوطنية لتطوير المناهج عرضا تضمن أهداف المرحلة الاولى من الخطة الوطنية لتطوير برامج التعليم العالي ومناهجه التي اطلقت بتاريخ 11 نيسان 2010 وانتهت باعتماد مجلس التعليم العالي صياغة المعايير المرجعية الاكاديمية في جميع القطاعات الاكاديمية لتكون منارة أمام مصممي المناهج في المرحلة الثانية ولتعلن بدء العمل على مستوى الجامعات والكليات السورية.
كما عرضت الدكتورة ميسون دشاش مديرة التقويم والاعتماد في الوزارة منسقة المرحلة الثانية من الخطة الوطنية لتطوير المناهج آليات التنفيذ في الجزء الاول من هذه المرحلة على مستوى الجامعات والكليات السورية بهدف صياغة وتبني رسالة للمؤسسة التعليمية جامعة وكلية وتحديد الاهداف والمحصلات التعليمية المستهدفة لكل برنامج وتحليل تقارير التقييم الذاتي واجراء دراسة معمقة للتوجهات العالمية للمناهج المعنية ودراسة احتياجات السوق والمجتمع للتمكن من اجراء توصيف لكل برنامج مستقبلي .
وتم بعد اطلاق الخطة مناقشة مشروع تنمية قدرات الكادر البشري التي تقوم بها الوزارة بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني حول التخطيط الاستراتيجي والقيادة الادارية والتدقيق في إطار مشروع الخطة الوطنية لتطوير المناهج والاستفادة من الجهود الوطنية والعالمية في هذا المجال من خلال عقد ورشة عمل على مستوى الجامعات والتاكيد على تنفيذ هذا المشروع على عدة محاور بالتوازي تشمل اعضاء الهيئة التدريسية من خلال تصميم البرامج وتدريب المدربين لتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة وطرائق التعليم والتعلم والتقييم.
كلنا أمل أن تتسارع الخطوات لانجاز المراحل المتبقية من المشروع ، فقطار العلم يسير نحو القمة بسرعة خيالية بينما جامعاتنا ما زالت ترنو إليه من بعيد !!
Nuss.sy