الأخبار

طلاب الجامعة عتالين في سوق الهال !! ” الشوفيرية ” يستغلون حاجتهم ونار الغلاء تكويهم !!

لعلها المرة الأولى التي تواجه فيها سورية جملة من الضغوط  بهذه القساوة أثقلت كاهل الشعب السوري بمختلف أطيافه بشكل غير مألوف،بسبب مجمل ما يجري داخليا،ومن جملة تلك الضغوط الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ألقت بظلالها على كل أسرة سورية.

الشباب السوري وعلى وجه التحديد طلاب الجامعات لم يكن بمنأى عن هذه الظروف الاقتصادية العصيبة والتي أثرت بشكل مباشر على سير حياتهم في الجامعات.

 للإطلاع أكثر على واقع الطلبة ومدى تأثرهم بتردي الوضع الاقتصادي قام موقع الاتحاد باستطلاع رأي مجموعة من الطلاب.

 ارتفاع الأسعار طالت الكتاب الجامعي    

بوجه يوحي بألف سؤال وسؤال باشرت فاديا من قسم الترجمة بكلية الآداب الحديث بكل انفعالية قائلة:ارتفاع الأسعار بشكل جنوني لا يصدق يرهقنا ويؤثر علينا لدرجة لا تطاق،لن أتطرق  لهذه المشكلة خارج نطاق الجامعة بل اكتفي بالحديث عن ارتفاع سعر الكتاب الجامعي وجميع المستلزمات المكتبية للطلبة في الآونة الأخيرة في الجامعات والتي تعتبر احد الأسباب الهامة لامتناع الكثير من الطلاب عن إكمال دراستهم الجامعية نظرا لسوء الأوضاع المالية لجميع الأسر السورية، خاصة بالنسبة للطلاب القادمين من المحافظات الأخرى وثقل التكاليف عليهم سواء من ناحية المواصلات أوالايجارأو المعيشية إضافة للمصاريف الجامعية المتزايدة، وبصوت مضطرب ولهجة متهكمة تتابع فاديا: لست ادري من هو المسؤول هل هي إدارة الجامعة التي لا تأخذ بعين الاعتبار ظروف التي يمر بها الطلبة أم هو الدولار الذي نتحجج  به في كل خطوة من خطواتنا لست ادري…..؟؟؟؟

 وبهذا الخصوص أشار العديد من الطلبة انه لم يعد بمقدورهم شراء الكتب لعدم امتلاكهم ثمنها كاملا، بل يحاولون الحصول عليه بعدة طرق سواء بالبحث عن كتب مستعملة أو التخفيف من عدد المواد قدر المستطاع أو الامتناع كليا عن التسجيل حتى إشعار أخر.

 ألف مشكلة ومشكلة

 لا تكمن مشكلة محمد فقط  في الثماني ساعات التي يقضيها ذهابا وايابا للجامعة يوميا من الصنمين في درعا الى جامعته في دمشق / قسم الرياضيات / إنما أكثر ما يزعجه هو استغلال  “الشفورية  ” له ولزملائه من الطلاب دون أي رادع أو رقيب تحت ضغط الحاجة !!

يقول محمد كنا سابقا ندفع 30 ليرة فقط أجرة الطريق، أما الآن كل شفير يفرض التسعيرة التي يريد قد تصل إلى 100 ليرة  تارة بحجة ارتفاع سعر المازوت وتارة أخرى عدم اكتمال الركاب !!

يتابع محمد قوله : سوء الوضع الأمني يجبرنا على عدم ترك عائلاتنا بمفردها،لهذا نضطر يوميا تحمل أعباء تكاليف السفر، وهذه ليست مشكلتي لوحدي بل معظم طلاب المحافظات لديهم نفس المعاناة ، والوضع ليس بأحسن حال إذا استأجر الطالب بيتا مع ارتفاع الاجار و تكاليف المعيشة اليومية

  كل الطرق مسدودة

وفي ذات السياق يقول عبد الملك من كلية الحقوق والقادم من ادلب :  لم يعد بمقدوري مواصلة دراستي بعد تسريحي من عملي كحارس ليلي في إحدى الشركات حيث تعمد غالبية الشركات في هذه الظروف إلى تسريح عمالها، وبالتالي باتت إقامتي في دمشق عبئاً على أهلي الذين يتكفلون حالياً بإعانتي لذا علي ترك الدراسة إلى أن تهدأ الأمور،مضيفا أن معظم الطلاب لم يعد لديهم مردود يعتمدون عليها في دراستهم، أي أن مستقبل الغالبية العظمى من الطلاب بات مرهونا بالمجهول. واكتفى صديقه خليل بالقول: حتى عملنا كعتالين في سوق الهال وفي المطاعم أو غيرها لقاء مبلغ زهيدة لا ينقذنا لإتمام دراستنا بل نعجز حتى عن تلبية احتياجاتنا المعيشية اليومية.

 في الخاص والعام والمعاناة واحدة !

 يقول الطالب عماد  / تعليم موازي / : اعتقد أن هذه أسوأ أزمة تمر بها البلاد والتي لم يسلم احد منها لأنها تمس مباشرة المواطن في بيته وفي الشارع وفي المصانع والشركات نتصادم ، وجها لوجه معها شئنا أم أبينا،بالنسبة للطلاب في التعليم الموازي بالطبع نعاني ما يعانيه الآخرون ، فحاجاتنا ومستلزماتنا الدراسية مكلفة جدا !

لذا بات الحل الوحيد لدى العديد من الطلبة التوقف عن الدراسة لسوء أوضاعهم المادية تزامنا مع الأزمة الاقتصادية الحالية وحالة الفوضى التي نعيشها اليوم، ما نرجوه من وزارة التعليم العالي بخصوص الرسوم إما أن يخفضوها أو أن يقسطوها على دفعات وغير ذلك لن يكون بمقدورهم إتمام دراستهم.

 الأسعار لم ترحم أحدا

 من جانبها أكدت الطالبة حنان أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد لم ترحم أحدا قائلة:بكل تأكيد نعاني الأمرين من هذا الوضع،الفتاة وكما هو معروف تعتمد بشكل مباشر على عائلتها في دراستها ولكن هذا لا يعني البتة أنها لم تتأثر،لأنني أعتقد أن كل أسرة في سورية تأثرت سلبا،ومادامت العائلة متأثرة بتردي الوضع فمن الطبيعي أن تتأثر الفتاة أيضا،ينعكس ذلك بكل وضوح على نسبة حضور الطلاب في مختلف الجامعات، ففي كلية العلوم على سبيل المثال وصلت نسبة المنقطعين عن الدراسة في الفصل الدراسي الأول أكثر من  200 طالب ولن يكون بمقدور هؤلاء التقدم للدورة التأهيلية لأنهم يحملون أكثر من ثماني مواد هذا يعني وبكل أسف أن نصف الطلاب غائبين عن مقاعد الدراسة.

  لا فرق بين الحاضر والغائب

 في حين أشار محمد من كلية الشريعة سنة رابعة لتأثير العامل النفسي على الطلاب بشكل عام،وتدني المستوى التعليمي على مقاعد الدراسة من جراء الوضع المتفاقم في البلاد على كافة الأصعدة والتي في الغالب تؤدي إلى رسوب الطالب في اغلب المواد التي يقدمونها،موضحا انه نجح في مادتين من اصل ثماني مواد قدمها الفصل الفائت.هذا مع العلم أن معظم الطلاب الذين التقيناهم  في عدة جامعات كانوا يعانون من هذه الناحية مؤكدين أنهم ورغم حضورهم للمحاضرات أسوة بغيرهم  ليس بمقدورهم  التركيز على الدراسة وان عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقا هو الكفيل بإخراجهم من حالة التفتت واللاستقرار التي يعيشونها.

 زينب احمد عيسى

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*