المتتبع لأداء المعنيين بالتعليم العالي لابد أن يصاب بالقلق نتيجة تكرار مسلسل ” التسويف ” والوعود المعسولة لخطط العمل والتطوير خاصة فيما يخص الحياة الطلابية وتطوير البحث العلمي وتوفير مستلزماته والنهوض بواقع المؤلفات الجامعية والأساليب التعليمية والانتقال من أسلوب التلقين إلى البحث والتحليل ، وربط الجامعة بالمجتمع والموائمة لحاجات سوق العمل خاصة في الجوانب المهنية والتقنية والتكنولوجية والمعلوماتية لوضعها بخدمة الوطن والمواطن …
ففي اجتماع السيد الوزير يوم أمس مع إدارة جامعة دمشق تكررت ” المحاور المطروحة ” على جدول أعماله والتي نقرأها عقب كل اجتماع مماثل فكان التأكيد على ضرورة العمل على تطوير الخطط الدراسية وتحديث الكتب الجامعية والتواصل ومتابعة أوضاع الطلاب الموفدين للخارج والعمل على عودتهم للوطن بعد انتهاء مدة إيفادهم وتحصيلهم العلمي …
بالتأكيد لسنا ضد الاجتماعات والتشاور للبحث عن حلول مجدية للمشكلات ، لكن هذا لا يمنع من طرح أسئلة مشروعة القصد منها أولاً وأخيراً لفت الانتباه !
فمتى نبدأ على أرض الواقع .. ؟؟
متى نتلمس النتائج كقيمة مضافة في المجتمع الجامعي ..؟؟
ما هي الحصيلة والمراحل التنفيذية للخطط الموضوعة سابقاً ..؟؟
وأين وصلنا وكم بقي لنا لنصل إلى المستويات العالمية في هذا المجال ..؟؟
هي بلا شك أسئلة مشروعة نهدف من خلالها للإشارة إلى مكامن الخلل والضعف في جسم المنظومة التعليمية المنهك من الروتين والحلول الإسعافية ..
وزير التعليم العالي في الاجتماع أكد أن الإدارة العلمية مسؤولية وطنية ويجب أن تكون قدوة في العمل بمؤسسات الدولة داعيا القائمين عليها في الجامعات إلى ضرورة توجيه وتركيز اهتمامات الطلاب نحو العلم والبحث العلمي..!!
وهنا نسأل بكل صراحة : هل التقصير في البحث العلمي الجامعي سببه الطالب أم الإدارة الجامعية ؟؟
هل هيئنا المستلزمات الضرورية لإنجاح وإنعاش البحث العلمي الطلابي ؟؟
العبرة بالأفعال لا بالأقوال ..!!
و دعا شيخ عيسى إلى الاستماع إلى مشاكل الطلاب وحلها ودعم النشاطات الثقافية والرياضية بالجامعة بما يساهم في إعادة النظر بسلوكيات الطلاب مع التركيز على ما تقدمه الدولة من خدمات تعليمية مجانية والحفاظ على المؤسسات التعليمية وبنيتها التحتية إضافة إلى العمل على مكافحة الهدر وعقد اجتماعات دورية لعمداء الكليات مع أعضاء الهيئة التدريسية في كل كلية بما يعزز العمل المؤسساتي…
وهنا نسأل هل فكرت الوزارة بتأمين الكوادر المؤهلة القادرة على متابعة وتوثيق ورصد واقع البنى التحتية التي كلفت الدولة المليارات للحفاظ عليها والوصول بها إلى العمر الزمني المفترض لها ..؟؟
وما سر رداءة تنفيذ وجودة بعضها رغم أنها ضمن الأوراق الرسمية لكل منها تبين أنها من النوع الممتاز الذي يفترض أن يعمر سنين عديدة ..؟؟
زيارات فجائية
وزير التعليم العالي حث القائمين على الإدارات التعليمية ومؤسساتها على القيام بجولات ميدانية بهدف معرفة المشاكل التي قد تواجه حسن سير عمل العملية التعليمية في الكليات والجامعات والعمل على حلها ضمانا لحسن سير هذه العملية…
وهنا نسأل :
ما الجدوى من الزيارات المعد لها مسبقاً والتي تظهر كل شيء بأفضل صورة..؟؟
أليس من الأجدى أن نركز على الزيارات الميدانية من النوع الفجائي وبأوقات غير متوقعة لمعرفة الواقع بشكل صحيح من غير تجميل..؟؟
بالمختصر المفيد نريد عملاً حقيقياً على أرض الواقع ، فزمن الاستعراضات انتهى وولى الى غير رجعة …
Nuss.sy