الأخبار

” الزهزهة ” بداية الطريق إلى الإدمان ..!!

أثناء عملي في العطلة الصيفية تعرفت على شباب مدمنين ..!!

 هذا ما قاله شادي ” كنت بلا عمل (أعمال حرة) ، وبعد فترة قليلة تمت “عزيمتي” من قبلهم على حبوب (بالتان) مهدئة تستعمل لمعالجة الأمراض النفسية، وبعد أول حبة ارتحت “زهزهت” وأصبحت هي مطلبي… وبعد أن أوقعوني في شراكها أصبحت مهووساً بالبحث عن تلك الحبوب وغيرها من أنواع المخدرات، ومن بعدها تعرفت على أنواع أخرى من المهدئات مثل أدوية السعال “سيمو”  فهو يعطي نفس المفعول إن لم يكن أكثر من الحبوب المخدرة… وبعدها تعرفت على من يتعاطون الحشيش ودخلت عالماً آخر… مرحلة جديدة بدأتها وذلك بالتعرف على تجار المخدرات فهم أصحاب خبرة كبيرة في هذه الأشياء ” ..

وتابع: أكثر مادة أعجبتني وارتحت بتعاطيها كانت الحشيش، ولكن مشكلتي الوحيدة كانت بالحصول على ثمنها، وبصراحة في أحيان كثيرة كنت ألجأ لبعض وسائل النصب على أقاربي أو على أمي، ثم تطور الأمر وأصبحت أستغل الأصدقاء، حتى أصبحت سمعتي سيئة بينهم… وقررت أن أعود إنساناً سوياً ، فاستجمعت ما تبقى لدي من إرادة وذهبت لمركز لمكافحة الإدمان والآن والحمد لله تعافيت من هذه الآفة، والتي أتمنى أن لا يقع أحد بها..

استقلالية مبكرة:

أما عن الأسباب التي دفعته للإدمان قال شادي: انفصال أبي وأمي هو من أهم الأسباب التي أوصلتني لهذا الطريق، فقد سافرت أمي وسكنت خارج البلاد، وبقيت أنا وحيداً ولا أحد يراقب تصرفاتي منذ كنت في 16 من عمري، ووالدتي كانت أحد أهم مصادر الدخل ، بالإضافة لذلك استقلاليتي المبكرة “ربما” هي أيضا أحد الأسباب التي دفعتني للطرق الخطأ.

مدمن شم:

أما رغيد.ق الذي يقطن في منطقة حجيرة التابعة للسيدة زينب فقد قال: انتقالي للسكن في هذه المنطقة الشعبية كانت من أهم العوامل التي دفعتني للإدمان وذلك عن طريق بعض الرفاق ضمن الحي، فبعد سنة من سكننا هناك أصبحت مدمن على شم “الشعلة و التنر” بعد أن وجدت أغلب رفاقي في المنطقة مدمنون على شم هذه الروائح، ولازلت حتى الآن “أشم ” هذه المواد وأخاف أن تتطور بي الأمور لأصبح مدمن مخدرات ..

أرحموني وسامحوني:

وكانت معاناة جمال من نوع آخر ، بدأت بعد خروجه من الإدمان حيث وجد الكل يرفضون وجوده، وتابع : أشعر بالندم الكبير على سنواتي الثلاث التي قضيتها وأنا أتعاطى العديد من أنواع المخدرات والمهدئات، ولكن والحمد لله استعدت وعي وعافيتي بعد أن دخلت مركز معالجة الإدمان، وأحمد الله على ذلك، ولكن جميع من حولي لازال ينظر لي على أنني مدمن، وهذا يزيد الضغط علي وربما يدفعني للإدمان مرة أخرى …

” أرجوكم أعطوا كل مريض فرصة للبدء بحياة جديدة بعيدة عن الإدمان وآثاره السلبية الجسدية والنفسية والمادية، ويحق له إيجاد مكان في مجتمعه ليعود إنساناً سوياً قادراً على أداء وظائفه…”

لتخفيف الضغط:

أما مرام التي تدمن على العقاقير المهدئة فتقول إن بداية إدمانها على هذه العقاقير كانت بسبب ” آلام شديدة في المعدة، فاضطررت لمعالجتها بأدوية مهدئة”  وتطورت الأمر  وأصبحت أتناول تلك المهدئات بشكل مستمر عند أي مشكلة تواجهني، فهي تشعرني بارتياح شديد وتخفف الضغط عني وخصوصا في هذه الظروف التي نعيشها ونسمع بها هنا وهناك.

علاج الإدمان:

تعرف منظمة الصحة العالمية الإدمان على أنه الحالة النفسية أو العضوية التي تنتج عن التفاعل بين العقار المخدر وجسم الإنسان وينتج عنه أنماط سلوكية واستجابات مختلفة تشمل دائماً الرغبة الملحة في التعاطي المتواصل أو غير المتواصل لهذا العقار.

وعن طرق مكافحة هذه الآفة في سورية والمصاعب التي تواجهها بين الدكتور جلال الدين شربا مدير المرصد السوري لمكافحة الإدمان  أن الصعوبات التي يواجهها المرصد في تعامله مع المرضى تتمثل بعدم رغبة المريض بإكمال العلاج وخاصة خلال الأيام الأولى وطلبه التخرج على مسؤوليته إضافة لارتفاع نسبة النكس بين مرضى الإدمان وصعوبة التواصل مع أهل المريض وعدم تعاونهم أحيانا، مع العلم بأن للأهل دور كبير في علاج المريض أثناء وبعد العلاج من خلال الوقوف مع المريض بشكل مستمر.

وأضاف شربا أن عدم وجود نص قانوني يلزم المرصد بموجبه المريض في المرصد البقاء لفترة كافية لإتمام العلاج وكون المرصد طوعيا يرتب خسائر كبيرة على الوزارة والمرصد من تكاليف إقامة وخدمات وعلاج يقدم لهم دون الوصول إلى النتيجة المرجوة.

وعن الأسباب التي تدفع مرضى الإدمان للمجيء إلى المرصد بين شربا أنها تشمل وصول المتعاطي إلى حالة نفسية واجتماعية سيئة تنعكس على عمله وعائلته ونفاذ قدرته المادية على شراء المواد المخدرة التي يتعاطاها والضغوط الاجتماعية والأسرية عليه لدفعه للعلاج والإقلاع عن المخدرات إضافة لاستجابة البعض لوسائل الإعلام والحملات التي تقوم بها عن التوعية بمخاطر المخدرات أو عن طريق تشجيع رفاق التعاطي السابقين بضرورة الحضور إلى المرصد للعلاج أو إحالات رسمية من الأطباء.

أما عن أكثر أنواع المخدرات انتشاراً قال شربا هناك (أفيون -حشيش- هيروئين) أو أدوية يتم تداولها بشكل سيء ومن دون وصفة طبية.‏

وقال شربا إن الخطط المستقبلية تتضمن برامج لتطوير عمل المرصد وتحويله إلى مشفى طب نفسي متكامل ومركز علمي نوعي لعلاج جميع الحالات النفسية والإدمان مبينا أن المرصد ومنذ مدة بدأ باستقبال مرضى نفسيين في القسم الداخلي كما وضع جدولا علميا مكثفا للأطباء المقيمين للاختصاص وبرامج خاصة للأخصائيين

الإسلام يرفض المخدرات
أما فضيلة الشيخ محمد حسام عبده  فأكد أن الدين يرفض الإدمان ويحاربه لأنه يتناقض ويتعارض وجوهر وجود الإنسان في الكون على عقيدة ثابتة فالإنسان هو خليفة الله في الأرض ، قال تعالى : ( وإذ قال ربك للملائكة أنى جاعل في الأرض خليفة ) استخلفه الله عليها لبنائها وعمارتها والقيام بأمورها التي تتفق مع العقل الانسانى . وهو استخلاف لا سبيل للقيام بأعبائه إلا بالعقل السليم . والعقل هو أداة الإنسان في استقبال تكاليف الله وفهمها والعمل بموجبها ، قال تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).

 ويتابع : من هنا كان كل خراب أو تخريب لهذا العقل أو أي مساس به لتغييبه وأي إهدار لسلامة الإنسان أو أي فعل يؤدى إلى وجود خطر على صحة العقل هو نقضاً لشرع الله تعالى وتعدياً على خلق الله لأن العقل من خلق الله وبيانه . ولذا يكون هذا الفعل منبوذا من قبل الإنسان لأنه يجعل وجوده حراما، ولم يؤد الهدف الذي من أجله خلق الإنسان وهو خلافة الله في الأرض.

وختم فضيلته: المتعاطي ، فاقد للدين ، وعقله ممسوح وماله مهدور يذهب في غير محله، وقد يقتل ويستحل الدم الذي لا يحل إراقته لأنه فاقد للعقل أما العرض فحدث ولا حرج فما دام أن ذلك المدمن لا يؤتمن على محارمه بل قد يبيع محارمه مقابل شمه هيروين أو سيجارة حشيش فهل سيتوارع عن محارم وأعراض الآخرين..!

رانية وجيه المشرقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*