الأخبار

جنون العظمة في وزارة التعليم العالي ..!!

جعبة صندوق شكاوي الموقع كانت مليئة هذا الأسبوع بالشكاوي والمشكلات الطلابية التي كانت تبحث عن حلول جادة القاسم المشترك فيما بينها يتجلى بالمعاملة السيئة والفظة التي يلاقيها الطلبة من مدير إحدى الإدارات في وزارة التعليم العالي المعنية بشؤونهم الدراسية ” ت – خ ” وبرأيهم أن مثل هؤلاء يضرون بسمعة التعليم العالي والوطن ويخالفون صراحة توجيهات السيد الرئيس بضرورة الاستماع إلى هموم ومشاكل المواطنين والتواضع معهم ، حيث نوه مرسلو الشكاوي إلى عدم الاحترام الذي لقوه من هذا المدير الذي أغلق سماعة الهاتف أكثر من مرة في وجه من يتصل به من محافظات بعيدة عن العاصمة للاستفسار عن قضية تعليمية خاصة بدراستهم في ظل الظروف الأمنية الراهنة التي فرضت على الكثيرين منهم صعوبة الوصول إلى دمشق لمتابعة قضاياهم التعليمية بأنفسهم ، فلم يجدوا أمامهم من سبيل إلا الاتصال الهاتفي ، فكان الرد من المدير المذكور أن هذا المشكلة مشكلتكم وهذا لا يعنيني وامتنع عن التجاوب على مضمون الاستفسار والشكوى وأغلق السماعة بعد إسماعهم اللازم ..!!

للأسف ينتاب هذه النوعية من المدراء في الإدارات الحكومية الشعور بالهيمنة وحب التسلط على الآخرين ، فقد يكون ذلك نتيجة ظنّهم أن نجاح العمل في إداراتهم  يتطلب ممارسة هذا الأسلوب  مع الموظفين والعاملين والمراجعين ، والواقع أنّ من يقع عليه هذا النوع من الممارسات الخاطئة إدارياً واجتماعياً هم من  يشتكون من هؤلاء  المتسلطين ويعتبرونهم السبب الرئيسي لوجود وتعميق الفجوة ما بين الموظف العام والمواطن صاحب الحاجة للخدمة العامة التي يديرها هكذا مدير، وللأسف يلاحظ أنّ الفكر السائد لدى بعض من يستلم المناصب الإدارية  هو ضرورة أن يري الآخرين  (العين الحمرا ) ويتمسك بالمقولة الخاطئة بــ ” استعمال الشدة تولد الانضباط ”  بينما تحتاج منظومة العمل الناجح والمنتج إلى بناء فكر صحي متوازن يقلص من هذه المفاهيم الخاطئة . ..!!

والسؤال الذي يطرح نفسه :

ما الذي يحتاجه الموظف العادي والمواطن صاحب الحاجة من هذا المدير أو ذاك المسؤول أثناء تعامله معه  ؟؟؟

أعتقد أن الأسلوب الحضاري الراقي وحسن التعامل و التواضع والإبتسامه والاحترام جل ما يحتاجه الجميع ، فلنتعلم ثقافة التواضع حتى ننجح وننجّح العمل المنوط بنا ، فالعمل الذي يكون مدخله تواضع سيكون مخرجه نجاح ، وأعتقد أنّ الإصلاح الإداري مقترن بالإصلاح الذاتي لأصحاب الكراسي الدوارة والمكاتب الفخمة والتوقيع الأخضر المبتلين بمرض جنون العظمة ويعملون على مبدأ ” يا أرض اشتدي ما حدا قدي “

محمود مصطفى صهيوني

  mms_lat@yahoo.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*