الأخبار

قمة القرارات الجاهزة…!

في الوقت الذي يتم فيه توجيه الدعوات للعديد من الدول غير العربية  لحضور اجتماعات القمة العربية العادية الثالثة والعشرين التي تنعقد اليوم في بغداد، وللمرة الأولى في تاريخها دون دعوة سورية إحدى أوائل مؤسسي جامعة الدول العربية، وستخصص جل اجتماعاتها لبحث الملف السوري دون وجود من يمثل السوريون في هذه الاجتماعات!!.

فبعد نجاح المخطط الغربي في بعض الدول العربية ضمن ماسمي بثورات الربيع العربي الذي أطاح ببعض الأنظمة ذات التوجه القومي العروبي ما أدى إلى اختلال موازين القوى التي تحكم قرارات الجامعة العربية لصالح الدول التي تمثل التوجه الغربي ( دول الخليج، الأردن،…) على حساب الدول التي تمثل التوجه العروبي (سورية، مصر، ليبيا، الجزائر).

من يقرأ التايخ لن يصعب عليه التأكد من ان الجامعة العربية لم تكن يوما صاحبة حل وربط في أي قضية من القضايا التي تتعلق بالأمة العربية وإنما كانت مجرد وسيلة لتحقيق نوع من التوازن بين سياسات الدول الكبرى في المنطقة، فبإمكاننا أن نتوقع النتائج التي ستخرج بها القمة المنتظرة…! والتي نعتقد أنها لن ترقى إلى أكثر من مجرد الموافقة على مخطط الغرب في خلق شرق أوسط جديد اعتمادا على فوضى خلاقة طالما تحدث عنها كبار الساسة الأمريكيين، أي قراراتها ستكون جاهزة مسبقا وستمرر من خلال ممثلي سياستها في الجامعة العربية وبشكل خاص السعودية وقطر والذين أخذوا دور قيادة صنع القرار فيها بسبب انشغال الدول ذات التأثير وخاصة مصر بمشاكلها الداخلية.

 ربما تكون  قمة  بغداد هي المحاولة الأخيرة لممثلي الدول الغربية من العرب في إفراغ  دور الجامعة العربية وتحويلها إلى مجرد منفذ لأجنداتها  وإضفاء الشرعية عربياُ على كل مخططاتها في المنطقة إلا أن عدم القراءة التاريخية الصحيحة لطبيعة المنطقة العربية من قبل هذه الأنظمة سيقلب السحر على الساحر ويفشل كل المخططات التي بدأت بوادر فشلها تظهر من سورية التي تجاوزت أزمتها رغم كل ما أحيك من مؤامرات خطط لها الغرب ونفذتها أياد عربية.

رانيه وجيه المشرقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*