نشعر بالأسف عندما نقول أن مكب نفايات باب شرقي قد يكون عالقاً بأذهان السياح أكثر من معالم دمشق !
خاصة وأنه يقع وسط المعالم السياحية والدينية والأحياء السكنية والمطاعم ، فالمكب ملاصق لجامع ضرار بن الأزور ، ولا يبعد عن سور دمشق القديمة أكثر من 100 متر ، وتحت مرأى السائح الأجنبي ذهابا وإيابا لدى زيارته للشارع المستقيم و المعالم الدينية ( كنيسة حنانيا وكنيسة القديس مار بولس وجامع الشيخ رسلان ) …
العلامة الفارقة التي تميز المكان هو الرائحة الكريهة ولمسافات بعيدة ، حتى بات الأهالي يتمنون ألاَ تهب نسمات الهواء خوفاً من توسع مسافات الروائح النتنة !
هموم وشجون
الجميع متفق على وجود ضرر كبير من المكب ، ففي شكوى عرضها رئيس اللجنة التحضيرية لإتحاد طلبة سورية في معهد الشام العالي للبحوث والدراسات العربية والإسلامية رامز عبد الله حول هذا الموضوع نوه أنّ مقر جامع ضرار بن الأزور الملاصق للمكب هو من المقرات الهامة لفرع مجمع الفتح الإسلامي التابع لمعهد الشام العالي و يضم كليات الشريعة والقانون وأصول الدين والفقه واللغة العربية والدراسات الإسلامية والعربية ويحتضن حوالي خمسة الآف طالب علم من مختلف الدول ، فلا يمكن تهوية المكان و لا حتى فتح النوافذ طوال النهار فوجود هذا المكب في هذه المنطقة بالتحديد غير مقبول أخلاقيا ولا حضاريا ولا إنسانيا و فيه إيذاء لمدينة دمشق بشكل عام و صحة الناس بشكل خاص..!؟
ويشار إلى أنه يتم جمع نفايات مدينة دمشق و التي تبلغ أكثر من 1200 طن يوميا و إيصالها إلى المكب، مما يسبب انتشار الرائحة النتنة من منطقة الزبلطاني إلى باب توما إلى باب شرقي وصولاً إلى مفرق المليحة مع تخمر النفايات ، خاصة أثناء ارتفاع درجات الحرارة..!!
موسوعة غينس
يقول الأهالي : أنه بات بإمكان محافظة دمشق دخول موسوعة غينيس لكثرة وعودها في إزالة المكب و نقله بعيداً عن المناطق السكنية ..!!
ويضيف أحدهم بعد مرور كل هذه الأعوام على مكبّ وُصف منذ إنشائه بأنه مؤقت، وبعد ضرب الكثير من الوعود، لم يعد الكلام مقبولاً.. فنقل المكب هو وحده الذي يغفر للمحافظة سنوات وعودها الخلبية..!!
أسئلة تبحث عن إجابات ؟؟
أمام هذا الواقع العفن نتساءل : عن سر عجز وتقصير الجهات المعنية في إزالة المكب ونخص بذلك كل من محافظة دمشق ووزارات الإدارة المحلية والسياحة والبيئة !!.
وهل يعقل أن تدوم مشكلة بهذا الحجم كل هذه السنوات دون علاج ..؟؟
إطالة أمد معالجة المشكلة ألا يدل على السير عكس المسير الإصلاحي الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد منذ سنوات ، ودليل واضح على فساد أصحاب الكراسي الدوارة في تلك الجهات ..؟!
أسئلة عديدة تدور بهذا الخصوص نضعها على طاولة الحكومة لعلها تستيقظ من غفلتها في محاسبة كل من تسول له نفسه في الإساءة إلى مصلحة الوطن والمواطن ، ويتسبب في توسيع الفجوات والبعد عن هموم وشجون عموم المواطنين ..!!
محمود مصطفى صهيوني