الأخبار

بدعوة من بصمة شباب سورية جوزيف أبو فاضل من الحسكة : خطة أنان ومراقبوه أحصنة طروادة الجدد !!

عندما طلب  مني أن أتحدث مع  أبناء الحسكة  تهيّبت الموقف  فماذا أقول  أمام  أهل حق وعزيمة وحضارة  وكل الكلام أمام عظمتهم  وموقفهم أمام الأزمة السورية  يذكرنا  بوفاء الصديقين في زمن  عز فيه الصدق  والوفاء …

بهذه الكلمات بدأ الكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل  لقاءه مع جماهير الحسكة  في المركز الثقافي العربي بالحسكة  بدعوة من بصمة شباب سورية بعنوان (لماذا العقوبات على  سورية )

وتابع ابو فاضل :

لا نكشف سراً حين   نقول أن سورية تستهدفها مؤامرة  شرسة تكالبت فيها كل أشرار الكون  لمواجهة الأخيار والشرفاء ,شذاذ أفّاق مجرمون وقتلة ، في أفغانستان (  مليون  شهيد ) وباكستان  ( ستة ملايين نازحاً )  وفي العراق  يومياً هناك  المئات من القتلى وملايين المهجرين  و في ليبيا الحصيلة المبدئية مئة ألف قتيل  والحبل  على الجرار …

قصة المؤامرة

ويسأل أبو فاضل :  لماذا العقوبات على سورية ، ولماذا الحقد  عليها ؟ ؟

 بكل بساطة لأن سورية الكبيرة في موقعها وبدورها, وهم صغار لا يريدون للكبار وجوداً ،  إنها مؤامرة تستهدف سورية بشبابها وشيبها  .. بأرضها ومياهها  بأزهارها  وياسمينها  بنظامها  واقتصادها  قبل كل شيء ،  لا يريدون إصلاحاً   بل تدميراً وتحطيما  لكل سورية لأن سورية المقاومة وسورية الملتزمة  بقضايا الإنسانية وقضايا الأمة العربية والإسلامية  وهم عملاء  في خدمة أسيادهم في تل أبيب  وواشنطن  وسائر أوكار الاستعمار  والجاسوسية  …

وبين  المحلل السياسي  أن المؤامرة على سورية لم تبدأ اليوم ،  بل أن سورية  كانت على مر التاريخ  هدفا للمؤامرة والغزوات الطامعة  بخيراتها  ودورها وموقعها وسايكس بيكو  1916 من بين المؤامرات في القرن الماضي  ولا نزال  نعاني من نتائج  هذه الاتفاقية المشؤومة التي قسمت سورية  والمشرق العربي إلى كيانات ودول  حيث جاء من بعدها , وعد بلفور 1917 الذي مهد لإنشاء الكيان الصهيوني واغتصاب الحق العربي ،  لكن  سورية رفضت وقاومت وكانت وقفة  يوسف العظمة  في ميسلون صفحة مشرقة  وكذلك  الثورة السورية الكبرى  بقيادة سلطان باشا الاطرش  واستمرت  مسيرة المقاومة والرفض لمخططات الغرب  التقسيمية  ثم جاءت  ثورة الثامن  من آذار 1963  وفي عام 1970 بدأت سورية مرحلة جديدة   عنوانها السيادة والاستقلال والمقاومة  لاستعادة الحق السليب  فقد وضع الراحل  الخالد حافظ الاسد  أسس التعامل مع الاعداء  لم تكن قبله ،  وهي  لا مهادنة ولا مساومة  على الحق ،  فكان  السد المنيع في وجه  مطامعهم   فاشعلوها حرباً  في لبنان  عام 1975 وهي كانت  تستهدف سورية لكن السيد الرئيس آنذاك وقف الى جانب لبنان  لإدراكه  أبعاد المؤامرة فيها .

ثبات الموقف وصوابيته

وتابع  المحاضر  : استمرت المؤامرة في كامب ديفيد  وظلت سورية  بموقفها  وفي عام 1982 كانت  المؤامرة في  ذروتها في الاجتياح  الإسرائيلي للبنان  مع عاصمتها بيروت   وشاهدنا بزوغ  فجر المقاومة بقيادة حزب الله  بدعم من سورية وإيران  فهزم الاحتلال  وحلت النكسة في إسرائيل وانتصرت سورية على المؤامرة فزاد  حقدهم  وغضبهم  ورؤوا أن لا أمل  إلاّ بالفصل  والقطيعة بين المقاومة  وايران وسورية .لكن   سورية  بقيت  ثابتة  … وبعد اتفاقية الذل والعار  بين  العدو الاسرائيلي  وعرفات  كانت  مؤامرة جديدة تستهدف  سورية والمقاومة  ومن بعدها جاء وادي عربة  التي جعلت الموقعين اسرى لدى اسرائيل  واثبتت صوابية  موقف سورية .

في  مدريد  انكشفوا جميعا  في هدنة لكسب  الوقت  لكن سورية  بقيت  ثابتة ايضاً  ” لا سلام إلاّ  بالعودة الى حدود الرابع من حزيران 1967  ” لكن المؤامرة عادت  بعد  الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003  معتبرين  نجاحهم مؤكداً غير ان المقاومة العراقية مدعومة  من سورية .. قلبت السحر على الساحر  .

إن ما  نشاهده اليوم  هو سلسلة  من المؤامرات  كما ذكرنا  وآخرها  مقتل الحريري  واتهام سورية .. ثم  عدوان  2006  … في تصعيد وتوضيح لموقف الغرب من القيادة السورية .

وفي إجابة لعنوان المحاضرة (لماذا  العقوبات على سورية  )  أجاب  ابو فاضل :

لأنها بكل بساطة ترفض المساومة وتتمسك  بالمقاومة وتتمسك بالحق مهما كانت الصعاب … لو بدلّت سورية خياراتها ومبادئها ودخلت  في اوسلو ووادي عربة  لكان كل شيء في حكم المنتهي ،  لكن سورية  لا تستطيع  وليست  من صنف  من يبدل  جلده كل يوم  حسب المصلحة  فقيادتها  هي  استمرار لنهج المقاومة .. .المؤامرة   لن تنتهي قريبا  فهي لا تزال  في بدايتها …

أنان ومراقبوه الدوليين …

كوفي  أنان وخطته ومراقبوه هم أحصنة طروادة الجدد  والجيش العربي السوري  هو الهدف  الجديد لأنه لم يعجبهم  صموده ، ويريدوه أن يخلي  الساحات للقتلة  ليذبحواالشعب السوري  على الهوية .

بأمر من امريكا ..

واوضح ان العقوبات  المالية هي  بأمر امريكي  حيث  قال :

.العقوبات  المالية والاقتصادية ستبقى  لاستكمال كل أدوات الحصار  فوكيل وزارة  المالية الأمريكية  الذي حرض وحذر  من خلال مؤتمر القمة العربية ومؤتمرات  الدوحة  المؤسسات  المالية والاقتصادية  بأنها يجب أن تقف  مع أمريكا  في مواجهة سورية   …

تجارة خاسرة في  سورية

 وختم  المحلل السياسي  ابو فاضل  محاضرته بالقول :

مشكلة السوريين ليست  مع  المظاهرات  السلمية ، بل مع المجموعات المسلحة  .

لكن أقول الجيش  باق  باق  ولن يترك الساحات لهم  وليتآمروا  ويعقدوا المؤتمرات  ليصدروا القاذورات  من اسطنبول  والجامعة العربية   ….  الذين   يحسبون انهم  يستطيعون  شراء  كل النفوس  كما فعلوا مع القلة القليلة ، لكن في سورية رجال أشداء  يدركون ما  يحاك  على البلد  من هذه   الهجمة  ولا  يباعون ولا يشترون   لأنهم  وطنيون  بقوة .

متابعة : عبد الرحمن السيد

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*