تتشابه الحدائق في دمشق ، سكينتها وامتداد الظل وتوافق الخيال للجالسين فيها .. هادئة وهي تعد للشمس باحات دعوة للعمل والإعمار والمضي بالحياة ..
شموخ العلم الوطني في حديقة تشرين يضفي لدمشق رونقاً آخر .. يذكرك بأن تكون رقماً سورياً لا يستسلم ولا ييأس .. يعرف كيف يبدع ويبادر نحو المستقبل بقوة الحياة .. في حدائق دمشق توزع فريق ” شباب سورية بتعمر فينا ” في مبادرة تطوعية وطنية بعنوان ” حقنا أن نعيش في بيئة نظيفة وصحية ” في إشارة إلى قوة الإيمان بالحياة والنهوض بواقع النظافة من جميع الجوانب .
رغم كل شيء نحن ..
كانت عطلة الأسبوع وكانت الظروف عصيبة نوعاً ما في كثير من الأماكن .. إلا أن إصرار هؤلاء الشباب قادهم إلى المضي والعمل وتركيب اللوحات الفنية والعبارات التوعوية في سبع حدائق في دمشق بمشاركة أطفال ومتطوعين شباب.
تقول يارا خليل متطوعة في الفريق : إن مهمتنا صعبة وخاصة في هذه الأوقات التي نحتاج فيها الى تضافر جهود الجميع ، ووصفت العمل بأنه صعب كونه في ظروف مناخية حارة وأمنية مقلقة ، مشيرة إلى أن هذه المبادرة ليست الأولى للفريق ولن تكون الأخيرة ” أتوقع أن البساطة والوفاء والثقة والمصداقية هي التي تجمعنا وكل مطالبنا هي دعم وتعاون من الجهات التي تستفيد من خدماتنا التطوعية ” .
الاعلام مقصر !
بينما رأى حسين عبد الكريم طبيب أسنان متطوع توجيه الحملة باتجاه السياحة والآثار والبيئة لأن ذلك برأيه يخدم العديد من شرائح المجتمع بدءاً من الطفل وحتى المسؤول ، وعتب حسين على الإعلام المقصر في مواكبة الفعاليات ” كما هناك تغطية لأحداث تدمير لابد من تغطية لأحداث البناء والتعمير ..” .
ورأى رواد شحادة متطوع في الفريق أن هناك حماساً من الشباب للمشاركة بمثل هذه الفعاليات ، وطالب بتنظيمها ، وتنمية روح العمل مع المؤسسات الحكومية ..
وقالت إيمان محمد : إن الحدائق هي أكثر المناطق التي يمكن تنشيطها وإعادة روح الدفء والتعاون فيها بين الناس وتوقعت أن تبادر بعض الجهات لرعاية فعاليات فيها وتأهيلها .
لابد من تعاون ..
بينما نوه طارق عبد الرؤوف وغيدق عبد الكريم بأن جهود المسؤولين تبقى متحفظة على الأعمال التطوعية ” نحن كشباب نحتاج إلى دعم مادي لتسيير أمورنا وتنظيم فعاليات شاملة ترتقي بالأوضاع الصعبة التي تمر وتكاتف أيدي الجميع..” .
وعبر راضي سلامة متطوع عن قلة الفعاليات التطوعية وخمول بعضها بحجة الدعم الفني والمالي والإداري لها وبأن الكثير من المبادرات التطوعية تبدأ بنفس روح القوة والحافز وتنتهي بشكل سريع منوها إلى ضرورة تنظيم عمل الشباب بشكل اكبر يسهم في رسم صورة الشباب السوري .
سليمان خليل سليمان